أستون مارتن.. فريدة كبصمة الإصبع
أستون مارتن الإسطورية، حبيبة جيمس بوند، سيارة غير عادية لأناس غير عاديين. كل سيارة من هذه الماركة فريدة، هي كبصمة الإصبع. كل واحدة تجمع يدوياً. داخل كل سيارة تركب لوحة برونزية باسم الشخص المسؤول عن تجميع هذه السيارة. هذه السيارة هي مرادف للجمال والفخامة. وهي جميلة بحق! لا تتوقف أستون مارتن عن الإعجاب والإذهال!
Aston Martin Limited هي شركة انكليزية تنتج سيارات فريدة تحت ماركة Aston Martin، وواحدة من أفخم منتجي السيارات في العالم. سيارات أستون مارتن ليست فقط رياضية، ولا تعطي مجرد ديناميكية وراحة لا مثيل لها، بل تعطي أصحابها شعوراً بالتميز والفرادة.
مما بدأ كل شيء
على مدى تاريخها الذي يمتد لأكثر من قرن، عاصرت أستون مارتن النجاح والفشل، لكن دائماً منذ إنتاج أول أستون مارتن عام 1913 وإلى اليوم، كان لهذه السيارة نجاح مبهر! ظهرت أستون مارتن عند منابع صناعة السيارات بداية القرن العشرين. أسس الشركة لايونيل مارتن وروبيرت بيمفورد. كما والكثير من هواة السيارات في ذلك الوقت، كان مارتن شغفاً بسباقات السيارات. لذلك الكلمة الثانية في اسم الماركة جاءت من اسمه "Martin". لكن من أين جاءت كلمة "Aston"؟ جاءت هذه الكلمة من اسم هضبة Aston Hill Climb، الذي يقع في مقاطعة باكينغهامشير. هناك ظهرت المنافسات للصعود السريع لقمة الهضبة. وعلى هذه الهضبة فاز لايونيل مارتين عام 1914 خلف مقود سيارة Singer.
اسم أستون مارتن جاء من كلمتين. Aston Hill Climb هو اسم الهضبة التي كانت تجرى فيها سباقات شعبية بالصعود السريع. مارتن هو اسم عائلة واحد من مؤسسي الشركة، المتسابق الشغف الذي فاز بسباقات هضبة أستون.
كان لمارتن حب شغف لسباقات السيارات، لكن لم يكن لديه أموال. أول سيارة مولها صديقه روبرت بيمفورد. لذلك بالأساس كان اسم الشركة Bamford & Martin. لكن بعد السباق على هضبة أستون، والذي حقق فيه أستون الفوز قرر تغيير اسم الشركة لـAston Martin. أول سيارة سباق من إنتاج مارتن وبيمفورد Coal Scuttle ظهرت عام 1915.
مع الزمن تم تطوير الشعار، اسم الماركة على خلفية أجنحة ممتدة، احتراماً لتقنيات الطيران التي كانت تتطور بشدة في بداية القرن الـ20. كما أن سيارات أستون مارتن كانت موجهة للرياضة وكانت تجمع في ورشات شركة الطيران Whitehead Aircraft Limited. أي وجود الأجنحة على الشعار أمر عادي.
في عام 1922 حطم موديل أستون مارتن Bunny عشرة 10 أرقام قياسية كاملة خلال سباق غراند بري فرنسا الذي مدته 16 ساعة. لكن على الرغم من النجاح في السباقات لم تكن الأمور تسير جيداً لدى الشركة. لم يكن الإنتاج مربحاً وتكبدت الخسائر، وكان من الصعب العثور على أناس يرغبون في استثمار الأموال في السيارات السباقية. واضطر مارتن مغادرة الشركة التي أسسها.
مع هذا تطور سيارات أستون مارتن لم يتوقف حتى في أصعب الظروف. حينها ظهر الموديل International الرياضي بمحركه الشهير بسعة 1.5 ليتر بعمود موزع في الأعلى، من تطوير أستون مارتن. كان له ناقل سرعات جديد واستطاعة وصلت لـ85 حصان. أما عام 1939 ظهر الموديل الرائع Atom! كان لهذه السيارة هيكل من الألومنيوم، ناقل سرعات نصف أوتوماتيكي وغيرها من التقنيات، التي كانت جديدة في ذلك الوقت. كان أتوم سيارة مميزة، سبقت زمنها بوقت طويل وأصبحت نقطة انطلاق لكل صناعة السيارات الأوروبية.
الفترة ما بعد الحربية أصبحت حياة جديدة لأستون مارتن. حينها ظهر الموديل الأسطوري الذي حصل على اسم DB. أصبحت DB2 أول سيارة من هذه السلسلة الشهيرة. كانت رائعة! في عام 1951 احتلت المركزين الثاني والثالث في فئتها في سباقات لي مان. جمعت هذه السيارة في نفسها قوة السيارة الرياضية مع التصميم الأنيق والفخامة والراحة. كل سيارة DB لاحقة كانت تعيد أستون مارتن لمركز الحدث. لكن لا شيء يقارن بانطلاق DB5 عام 1963، السيارة التي أصبحت "قنبلة" عالمية على الفور، والتي حازت على تقدير النقاد وأكسبت أستون مارتن شهرة عالمية.
في آخر فيلم جيمس بوند "Spectre" شاركت DB10 الفاخرة والتي بيعت بعده في المزاد مقابل 3.5 مليون دولار! في 12 من 25 فيلم جيمس بوند كان العميل 007 يركب سيارات Aston Martin.
عدا المظهر الخارجي الرائع، كان لـDB5 حشوة ممتازة: محرك بـ6 أسطوانات بحجم 4 ليتر باستطاعة 282 حصان وكان يسارع كتلة 1.5 طن لـ233 كم/سا! كانت السيارة تتسارع لـ100 كم/سا خلال 7.1 ثانية. الفئة الأساسية كانت تتضمن خزانين للوقود، مولد للتيار المتناوب، مبرد زيت Superleggera ونظام عادم محسن. الصالون الجلدي الفاخر أضيفت إليه سجادات من الصوف الانكليزي الحقيقي. دارات رفع الزجاج الكهربائية أيضاً كانت موجودة، إضافة للتحكم بالمقعد وحتى مكيف. هذه السيارة تحديداً أصبحت حبيبة جيمس بوند، ظهرت لأول مرة في فيلم "غولدفينغر". وكانت بداية قصة حب العميل 007 والماركة الانكليزية الفاخرة.
حبيبة جيمس بوند
في أستون مارتن لم يفرحوا كثيراً أن جميلتهم DB5 ستشارك بتصوير فيلم. حتى طالبوا بدفع أجار السيارة، في ذلك الحين كانت هذه أول حالة مشابهة في تاريخ السينما. كما لم يعجب أستون مارتن أن قبل هذا كان جيمس بوند يفضل بنتلي. أستون مارتن يجب أن تكون الأولى أو لا تكون! لكن النتيجة تعرفها جيداً.
شون كونري حين لعب دور جيمس بوند ركب DB5 الأسطورية في فيلم "غولدفينغر". أستون مارتن DBS كانت سيارة بوند في فيلم "On Her Majesty's Secret Service". تيموتي دالتون ركب أستون مارتن Vantge في فيلم "The Living Daylights". الجميلة Aston Martin Vanquish "ساعدت" بوند-بروسنان في فيلم "Die Another Day". أستون مارتن DBS كانت سيارة دانييل غريغ في فيلم "Casino Royale" عام 2006 وفي "Quantum of Solace" عام 2009. عادت DB5 الأسطورية عام 2012 في فيلم "Skyfall". أما في آخر فيلم جيمس بوند "Spectre" شاركت DB10 الفاخرة والتي بيعت بعده في المزاد مقابل 3.5 مليون دولار! في 12 من 25 فيلم جيمس بوند كان يركب العميل 007 سيارات Aston Martin.
تاريخ النجاح
على الرغم من السبعينات التي كانت صعبة على الشركة، أنتجت أستون مارتن سلسلة من السيارات الرياضية الصغيرة Vantage والكابريوليه Volante، إضافة للسيدان Lagonda الفاخرة. كان للسيارة لوحة أجهزة رقمية، وحصلت فعلياً على أول كمبيوتر للرحلة في العالم! سعر لاغوندا كان 33 ألف جنيه استرليني. الموديل كان حصرياً، لكن أنتجت شركة أستون مارتن 645 سيارة منها. وأخيراً بعد تغير أصحاب الشركة في عام 1987 اشترت Ford حصة 75٪ من أسهم أستون مارتن. في البداية تمت إعادة إحياء السلسلة DB بإنتاج السيارة الرياضية DB7 بمحرك 6 أسطوانات من جاكوار بسعة 3.2 ليتر باستطاعة 335 حصان. حصلت السيارة كالعادة على تنجيد فاخر وفريد من الداخل من الجلد والخشب المغطى باللاكر. وفي عام 1995 باعت أستون مارتن 700 سيارة كاملة خلال عام! كان هذا رقم قياسي، إذ في السابق لم تكن تتعدى المبيعات الـ100 سيارة سنوياً.
في عام 2007 اشترى دافيد ريتشارز أستون مارتن، هو من العشاق القدماء لهذه الماركة ومن هواة تجميع السيارات. قيمة الصفقة بلغت 848$ مليون دولار. حافظت فورد على حصة في الشركة بقيمة 70$ مليون دولار. عادت أستون مارتن للسباقات، وفي عامي 2007/2008 فازت في سباق "24 ساعة لي مان". في عام 2013 وقعت أستون مارتن اتفاقية مع Daimler AG. وكان هذا يعني أن الجيل الجديد من السيارات سيزود بمحركات من Mercedes-AMG. أول موديل مشترك كان DB11 الذي عرض عام 2016.
اليوم شركة أستون مارتن في صعود. اشترت مصنعاً جديداً وعرضت عدة سيارات استثنائية، والتي من بينها DB9، One-77، Rapide وZagato، DB10 وDB11. في عام 2015 ظهرت Vulcan المتطورة والرائعة، مصنوعة من ألياف الكربون وتزن أقل من 1360 كغ ولها جناح خلفي قابل لتغيير وضعه، سبيلتر أمامي وموزع خلفي. قلب الموديل محرك بسعة 7 ليتر V12 باستطاعة 820 حصان، والذي ينقل عزمه لناقل حركة بـ6 سرعات.
بتقييمات الخبراء، أكثر من 90٪ من سيارات الماركة تعمل إلى اليوم وفي حالة فنية جيدة، لذلك لا تتعجب أن تقابل أستون مارتن بعمر 60 عاماً على الطريق، فهي ظاهرة عادية جداً.
ومنذ وقت قصير في أبريل 2020 قام رجل الأعمال الكندي لورنس سترول بشراء 16.7٪ من أسهم أستون مارتن. هذا الملياردير منذ عام 2018 أصبح مالكاً مشاركاً لفريق الفورملا 1 Racing Point، المعروف في السابق باسم Force India. كما يشتهر بمساهمته في بناء البنى التحتية الضرورية لإجراء السباقات العالمية في كندا. في إطار الاتفاقية الجديدة ستتوقف أستون مارتن عن التعاون مع فريق فورملا 1 Redbull بنهاية موسم 2020 ومنذ عام 2021 سيشارك فريق Racing Point باسم Aston Martin.
سيارات هذه الماركة البريطانية لا تتوقف عن إبهار المحيطين بها. شركة Aston Martin تنظر للمستقبل بكل ثقة، ولا تتوقف مكانها وتتابع التطور. لكن هناك ما يبقى دون تغيير وهو جودة التجميع العالية لسيارات هذه الماركة الأسطورية. الآن وكما منذ عقود يتم تجميع سيارات أستون مارتن يدوياً. وكل واحدة منها فعلاً فريدة ومدهشة. مع هذا تستخدم تقنيات فريدة. مثلاً لتخفيف وزن الهيكل تتم صناعته من البلاستيك الكربوني وخلائط الألومنيوم. وليس من الغريب أن غالبية سيارات أستون مارتن إلى اليوم تسير في الطرقات وبحالة فنية جيدة. بتقييمات الخبراء، أكثر من 90٪ من سيارات الماركة تعمل إلى اليوم، لذلك أن تقابل أستون مارتن بعمر 60 عاماً على الطريق هي ظاهرة عادية جداً.
أستون مارتن هي حلم، هي أسطورة. لها هالة من الشهرة، لها كاريزما، سيارة مريحة وديناميكية بشكل استثنائي للرواد الحقيقيين، لتؤكد تميزهم.
