لامبورغيني.. رمز السرعة والثراء
كل موديل أنتج تحت ماركة لامبورغيني يمكن القول عنه "ثوري"، مذهل، فريد. لامبورغيني هي دائماً رمز للجودة، السرعة والثراء. تاريخ هذه الماركة الشهيرة يظهر لنا أن الإنسان الذي لديه عزيمة وإصرار كبيرتين يمكن أن يتوصل للنجاح في كل شيء، حتى في صناعة سيارات خارقة من أرقى مستوى! لامبورغيني هي ليست مجرد ماركة إيطالية، تنتج سيارات رياضية فاخرة، هي رمز لروح المنافسة الرائعة، الثبات والإصرار حتى التوصل للهدف المرجو. مالك لامبورغيني اليوم هو عملاق صناعة السيارات ومتصدرة القطاع مجموعة Volkswagen Group الألمانية، التي تملك ماركات فولكسفاكن، أودي، سيات، لامبورغيني، بينتلي، بوغاتي، سكانيا، سكودا، دوكاتي، MAN AG و49.9٪ من أسهم بورشه. لذلك ماركة لامبورغيني في مجموعة رائعة!
Automobili Lambotghini S.P.A بالمختصر Lamborghini، أو الأبسط من ذلك Lambo. كل واحد منا كان لديه حلم في الطفولة. "لامبو" هي ذلك الحلم، من الطفولة، ركوب سيارة لامبورغيني ديابلو صفراء! تجربة شعور المتسابق الحقيقي. أن تشعر وكأنك مروض ثيران وتحاول السيطرة على قوة هذا الثور الرائع. إذ كل سيارات لامبورغيني مزينة بشعار الثور، أما غالبية موديلات هذه الماركة كانت تسمى بأسماء كان لها علاقة بشكل أو بآخر بالكوريدا. اسم Diablo والتي تترجم عن الإسبانية كـ"الشيطان" كان اسماً لثور هائج قتل أثناء الكوريدا في مدريد عام 1869.
تاريخ النجاح
يقال إن لم يكن هناك فيراري لما كان هناك لامبورغيني. لكن أظن أن الأمر ليس كذلك بالضبط. شخص مدهش مثل فيروتشو لامبورغيني بجميع الأحوال كان صنع سيارته المميزة! والتي أصبحت ليس فقط وجه السيارات الخارقة في العالم بل وتنافس فيراري بذاتها! وكان هذا الأمر شبه مستحيل.
بدأت الماركة الأسطورية تاريخ نجاحها منذ 60 عاماً تقريباً. بدأ كل شيء حين اشترى رجل الأعمال الناجح فيروتشو لامبورغيني ومالك شركة تنتج الجرارات التي كانت تحمل شعار الثور الذهبي سيارتين فيراري. وبعد أن ركبها فهم أنها بحاجة لبعض التعديلات. قدم اقتراحه لإينزو فيراري بذاته. الأمر الذي أجاب عليه صانع أفضل السيارات السباقية في ذلك الزمن أنه لا يمكن لفلاح يصنع الجرارات أن يقدم النصائح لشخص ليس فقط متسابق أسطوري بل يعمل على تصنيع السيارات الرياضية ليس لعام واحد.
كبرياء وأنانية لامبورغيني تأثرا لدرجة أنه قرر أن يصنع سيارته الخاصة والتي ستتفوق على فيراري. أفضل سيارة رياضية في العالم. هكذا بدأ تاريخ ماركة لامبورغيني عام 1963. فيروتشو لامبورغيني قوي الإرادة والمندفع، والذي ولد تحت برج الثور والمعروف بإصراره لتحقيق هدفه، قرر أن يؤسس شركة. في ذلك الحين حين قرر فيروتشو تأسيس شركته لإنتاج السيارات الرياضية الفاخرة كان في ذلك الوقت غنياً للغاية. وكان بإمكانه استثمار أموال كبيرة في إنتاج سيارة جديدة. لكن هذا لم يكن كافياً. كان يتطلب الأمر أفضل الخبراء في هذا المجال.
فيروتشو لامبورغيني قرر أن يصنع سيارته الخاصة والتي ستتفوق على فيراري. أفضل سيارة رياضية في العالم. هكذا بدأ تاريخ ماركة لامبورغيني عام 1963.
لكن شاءت الأقدار أنه في ذلك الوقت تحديداً ترك عدة موظفين في شركة فيراري عملهم لعدم قدرتهم على تحمل أطباع المهندس. فيروتشو لم يتردد ودعاهم للعمل في شركته على الفور. بدأوا العمل على أول تحفة من الشركة. لتصنيع المحرك، والذي كان عليه أن يكون أفضل محرك V12 في القطاع (ويعني في العالم) لجأ لجوتتو بيتساريني (Giotto Bizzarrini)، الذي صمم عدة محركات حديثة لـFerrari.
هكذا ظهر أول موديل لامبورغيني 350 GTV، والذي أصبح تحفة حقيقية! وظهر بعدها بقليل الإصدار المحدث 400 GT. حجم محرك هذا الإصدار زاد لـ4 ليتر، وكانت تزود بناقل سرعات من تطوير لامبورغيني نفسها، وكان بإمكانها التسارع لـ250 كم/سا. لكن هذا الموديل من لامبورغيني لم يكن يمكنه أن يسبق فيراري بعد.
ثور من فصيلة "ميورا"
في عام 1965 ولدت لامبورغيني ميورا. وهي تمكنت أن تصبح أكثر شعبية من سيارات فيراري. ميورا البرتقالية التي ركنها لامبورغيني قرب فندق "دي باري" حين جاء بها لـ"غراند بري" مونتي كارلو جذبت عدداً هائلاً من المشاهدين لدرجة أنهم شغلوا الساحة كلها. كان صعوداً كبيراً للامبورغيني!
ميورا كانت من تطوير مهندسين شباب موهوبين في شركة لامبورغيني، والذين عرضوا تجهيز سيارة مخصصة للاستخدام على الطرق العامة على أن تكون أبسط قليلاً من السيارة الرياضية المتكاملة. زودت سيارتهم بمحرك 4 ليتر 12 أسطوانة من الموديل 400 GT، أما الشاسيه كان مصنوعا من الصفائح المعدنية الملتوية والملحومة والمثقبة بهدف خفض الوزن.
هذا الشاسيه المميز كان مصيره أن يؤثر على تاريخ الشركة نفسها وعلى صناعة السيارات ككل. حين رآها نوشو بيرتوني (Nuccio Bertone) مالك ورشة شهيرة لتصنيع الهياكل من تورينو جاء للامبورغيني وقال له: "أنا ذلك الشخص الذي يمكنه أن يصنع لك حذاءً على مقاسك!". وكانت مصافحة بيرتوني ولامبورغيني بداية لمغامرة رائعة. هكذا ظهر الهيكل الفريد والذي أصبح ثورة حقيقية لهذا الشاسيه. هكذا ولد الموديل ميورا، الفريد بدمجه الأناقة، الشراسة، الفرادة والفخامة في هيكل واحد.
إلى اليوم غير معروف لم حصلت هذه السيارة على هذا الاسم تحديداً. بالنسبة للامبورغيني الذي كان من برج الثور، والذي كان يستخدمه بكل فخر على كل منتجاته الصناعية فكرة تسمية واحد من موديلاته على اسم ثور قتالي كان أمراً طبيعياً. ثيران من فصيلة ميورا فريدة! هي ليست فقط الأقوى من بين كل فصائل الثيران القتالية، بل أذكاها والأشرس في القتال. في كتب مصارعي الثيران يقولون أن نظرة الثور من نوع ميورا لا يمكن أن تخطئ بتحديدها: إنها نظرة مقاتل حقيقي، قوي للغاية. هذا الاسم كان دقيقاً للغاية على حساب قصره - خمسة أحرف فقط وسهل الحفظ.
الثورية، المبهرة، المميزة
واحد من الموديلات الحديثة Aventador LP700-4 لها استطاعة شرسة 700 حصان قادمة من محرك بـ12 أسطوانة بحجم 6.5 ليتر، بدقة تحكم مذهلة، تصميم لا مثيل له، هيكل حديث من البلاستيك الكربوني، خفيف الوزن لكن المتين والموثوق. تسارع اللامبورغيني هذه لـ"مئة" يتم خلال 2.9 ثانية، السرعة القصوى 350 كم/سا. يجب ذكر أن استهلاك الوقود وانبعاثات CO2 انخفضا بنسبة 20٪ بالمقارنة مع سلفها، وهذا على الرغم من زيادة الاستطاعة. بصناعتها أفينتادور فقزت لامبورغيني قفزة كبيرة للمستقبل، وصنعت بهذا تحفة أخرى وأسطورة في عالم السيارات الخارقة.
لامبورغيني هي دائماً رمز للجودة، السرعة والغنى. الموديلات الجديدة من "لامبو" قادمة. كل تاريخ هذه الماركة الشهيرة يؤكد لنا أنه الإنسان الذي لديه الرغبة، العزيمة والإصرار يمكنه النجاح في كل شيء، حتى في صناعة السيارات الخارقة من أعلى مستوى!