أوبل.. من ماكينة الخياطة للتقنيات الحديثة
Adam Opel AG هي ماركة سيارات ألمانية، واحدة من أقدم شركات السيارات في العالم والتي بدأت إنتاج السيارات في عام 1899 الغابر. تنتج أوبل سيارات مخصصة لجميع الأذواق، المتطلبات والفئات السعرية. سيارات ماركة أوبل حصلت مراراً على جوائز في مختلف المسابقات. منذ لحظة تأسيسها وإلى اليوم تسعى شركة أوبل ليس فقط تحقيق كل ما توصل إليه العلم والتقنيات، بل وجعلها متاحة للجميع. لكن كل شيء بدأ من ماكينة خياطة.
لوقت طويل كانت ماركة أوبل مملوكة للعملاق General Motors، وكانت أحد أكبر أفرع الشركة خارج الولايات المتحدة. لكن في عام 2017 اشترى أوبل عملاق آخر وهو PSA الفرنسي. Groupe PSA هي ثاني أكبر منتج سيارات في أوروبا من حيث الحجم، عدد السيارات المباعة عام 2018 بلغ 4.13 مليون سيارة ما يشكل 4.8٪ من إجمالي السوق. تمتلك المجموعة ليس فقط ماركة Opel، بل وPeugeot، Citroen، DS، Vauxhall. الماركات Vauxhall وOpel اشترتها PSA من GM عام 2017، وفي عام 2018 أظهرت أرباحاً. يعمل في مصانع Adam Opel AG الواقعة في روسيلزهايم، بوخوم، كايزرسلاوترن، برلين والمدينة البلجيكية أنتويرب أكثر من 55 ألف شخص. ماركة أوبل سيارات مخصصة لأي ذوق، متطلبات وميزانية: Corsa، Tigra، Agila، Astra، Vectra، Calibra، Meriva، Omega، Zafira. ولا يجب نسيان السيارة الجبلية Frontera والميني فان Sintra.
اليوم أوبل، واحدة من أقدم شركات السيارات في العالم والتي بدأت بإنتاج السيارات عام 1899 مملوكة للشركة الفرنسية PSA Groupe، ثاني أكبر منتج سيارات في أوروبا.
سيارات ماركة أوبل كانت ضمن نهائيات أو فازت بالعديد من الجوائز في مسابقات السيارات. سيارة أوبل الأنجح هي أسترا، دخلت ضمن عداد المتأهلين للنهائي في مسابقة Car of the Year، أما بنتائج اختبارات الأمان EuroNCAP حصلت على 5 نجوم واعترف بها كالسيدان الأكثر أماناً في فئتها. منذ بداية الإنتاج بيع أكثر من 7 مليون سيارة أوبل أسترا في أكثر من 90 دولة حول العالم (بحسب بيانات 2011-2019).
لكن كل شيء بدأ من ماكينة خياطة عادية
الجدير بالذكر أن أوبل هو ليس فقط اسم عائلة مؤسس الشركة. هو اسم منطقة هضاب جنوب ألمانيا واقعة على شواطئ نهر رين، والتي سكانها في الغالب فلاحون بسطاء وكان اسمهم "الأوبل". ابن واحد من هؤلاء "الأوبل" أصبح صناعياً وبدأ بإنتاج القبعات لسكان المدينة الصغيرة روسيلزهايم. أما ابنه آدم أوبل أحضر عام 1862 لأباه ماكينة خياطة. وبعدها بوقت قليل أسس شركته الخاصة وبدأ بإنتاج ماكينات الخياطة لإنتاج القبعات. بالمحصلة أصبحت الشركة العائلية أكبر منتج للقبعات في ألمانيا! كل شيء كان يبدأ به أوبل الموهوب كان ينجح!
لذلك ليس من الغريب حين خطرت بباله فكرة إنتاج الدراجات الهوائية، اشتهرت ماركة أوبل في كل أوروبا بإنتاجها 2000 دراجة هوائية سنوياً. كان أوبل أول من اقترح استخدام إطارات جديدة في الدراجات الهوائية مملوءة بالهواء من اختراع الانكليزي دانلوب. كانت شركة أوبل أكبر منتج في ألمانيا لماكينات الخياطة والدراجات الهوائية حتى وفاة آدم.
لكن آدم أوبل وللأسف الشديد لم يرى أول سيارة من شركته. قام بصنعها أولاد آدم كارل وفيلهيلم، أحد أوائل الأبطال في سباقات الدراجات الهوائية. في عام 1897 تمت دعوة الأخوان لمعرض سيارات برلين، حيث رأوا لأول مرة العربات ذاتية الحركة وخطرت ببالهم فكرة البدء بإنتاج السيارات. وفي عام 1898 اشتروا مصنع لوتسمان والذي بدأوا فيه بتجميع أول سيارة بترخيص، العربة ذاتية الحركة من تصميم لوتسمان. تم تجميع السيارة الأولى عام 1899. منذ هذه اللحظة بدأ تاريخ سيارات أوبل.
أشهر سيارات أوبل
أول سيارات أوبل كانت سيارات من الفئة المتوسطة، مجمعة بكل ضمير لكن دون السعي للفخامة. لكن الفوز في سباق لجائزة القيصر فيلمنهام عام 1907 رفع من سمعة الشركة بشكل كبير. وفي عام 1914 تم إنتاج الأوبل رقم 10000. أما في عام 1914 أصبحت أوبل أكبر منتج سيارات في ألمانيا، وكان يبيع 3335 سيارة سنوياً. أما في عام 1924 وبعد زيارة فيلمينهام للولايات المتحدة قام بتحديث المصنع وأصبح أول منتج سيارات في ألمانيا يستخدم مبدأ خط الإنتاج. وحينها ظهر الموديل الإسطوري "الضفدع" الموديل 4/12 PS ذو اللون الأخضر الفاقع. وبحلول عام 1927 وصلت كمية إنتاج "الضفادع" لـ39000 سيارة.
لكن اقتربت الأزمة الاقتصادية العالمية وهذا أجبر شركة أوبل البحث عن شريك قوي، ونجح في هذا، في عام 1931 أصبحت أوبل فرعاً بنسبة 100٪ لجنرال موتورز. أما في عام 1936 أصبحت أوبل أكبر منتج سيارات في أوروبا. بعد عام أنتجت أوبل أول موديل كاديت والذي أصبح "سيارة الشعب". كانت تباع بسعر ثابت 2100 رايخ مارك فقط. أما الموديل الأغلى "أوليمبيا" والذي كانت كاديت مصنوعة على قاعدته كان سعرها ابتداءً من 2500 رايخ مارك. على فكرة، عائلة كاملة من السيارات الروسية الصغيرة "موسكفيتش 400" التي كانت تنتج في الاتحاد السوفييتي كانت نسخاً كاملة عن الموديل كاديت بـ4 أبواب بنظام تعليق أمامي مستقل.
ظهرت علامة أوبل - الصاعقة، بفضل الشاحنة أوبل بليتز. هكذا تترجم عن الألمانية كلمة Blitz.
بعد 40 عاماً وبعد توقفها نهائياً عن إنتاج الدراجات الهوائية أنتجت أوبل سيارتها المليونية. حينها بدأت أوبل بإنتاج أشهر شاحناتها أوبل بليتر (Opel Blitz)، والتي بفضلها ظهرت علامة أوبل - الصاعقة، إذ هكذا تترجم عن الألمانية كلمة Blitz. بليتز رباعية الدفع كان بإمكانها صعود منحدر بزاوية تصل لـ70%. من الابتكارات الحديثة كان تزويد أحد إصدارات هذه الشاحنة بجنازير، حصل هذا الإصدار على اسم Blitz Maultier.
بعد الحرب العالمية الثانية رممت أوبل مصنعها في روسلزهايم المدمر بشكل كامل تقريباً، وعرضت الموديلين أوليمبيا وكابيتان. وافتتحت مصنع آخر في مدينة بوخوم، بدأت أوبل حقبة جديدة وغادرت المصنع كاديت المليونية. الإنتاج الإجمالي للسيارات فاق الـ10 مليون. عرض الموديلين سيناتور ومونزا. وعادت أوبل أكبر منتج سيارات في ألمانيا بحصة 20.4٪ من السوق.
في ثمانينات القرن الماضي أدخلت أوبل تقنيات جديدة وزادت من إنتاجها مرة أخرى، لتنتج سيارتها الـ20 مليون. أوبل أوميغا ذات الانبعاثات المنخفضة للغازات العادمة أصبحت "سيارة العام"، أوبل فيكترا فرضت معايير جديدة في الانسيابية الهوائية، ظهرت أصغر سيارة أوبل الموديل كورسا. كانت تنتج في مصنع في إسبانيا وتعتبر إحدى أنجح السيارات الصغيرة، أما حجم إنتاجها فاق الـ11 مليون سيارة. عدا هذا صدرت في الثمانينات أوبل سيناتور B الفاخرة.
ديسكات الكلاتش الخالية من الأسبست كانت متاحة من الفئة الابتدائية، أصبحت جميع السيارات تزود بالمحول الحفزي، أما أوبل كانت أول منتج سيارات جعل المحول الحفزي من التجهيزات الأساسية على كل سياراتها العاملة بالبنزين في ألمانيا. ورشة الطلاء الحديثة في بوخوم فرضت معايير عالمية جديدة باستخدام الأطلية القابلة للذوبان في الماء. أما مركز التطوير التقني لأوبل في روسلزهايم في ألمانيا (The Opel Technical Development Center in Russelsheim, Germany) أصبح نواة الاستراتيجية العالمية لتطوير منتجات جنرال موتورز والمصدر الأساسي لأحدث الابتكارات التقنية. هكذا أصبحت شركة أوبل المتصدرة في مجال المعايير البيئية في سياراتها. محركاتها البنزين والديزل كان لها أقل مؤشرات الانبعاثات الضارة.
أصبحت شركة أوبل المتصدرة في مجال المعايير البيئية في سياراتها.
في بداية التسعينات أنتجت أوبل سيارتها الـ30 مليون، وتقريباً كل موديلات أوبل خضعت للتحديث. خاصة الموديل "تيغرا" والستيشن عالية السعة "سينترا" مثيرتان للغاية. أما بداية الـ2000 أنتجت السيارة رقم 50 مليون من ماركة أوبل، في يوم عيد ميلاد أوبل تحديداً. الاحتفال بالعيد "الـ100 لسيارات أوبل" تم بحضور المستشار الألماني في وقتها غيرهارد شرودر (Gerhard Schroder). التسعينات أصبحت لأوبل فترة تطبيق التقنيات الحديثة وتطوير الإنتاج. أحد الموديلات الجديدة كانت الميني فان زافيرا.
في الـ2000 رأى النور موديلين جديدين: الميني فان بـ5 مقاعد أوبل ميريفا والموديل التقدمي Opel Signum، بدأ إنتاج أوبل فيكترا الجديدة، أما أوبل أسترا احتفلت بعيد ميلادها العاشر. وكانت أوبل تخطط أن تنتج مرتين في العام موديل جديد أو محدث. أعلنت أوبل عن أكثر السيارات ثورية في تاريخها المزودة بالجيل الجديد من محركات ECOTEC، التي لها استطاعة عالية ومستوى منخفض من الانبعاثات الضارة.
تميزت منتجات أوبل في القرن الواحد والعشرين بتجهيزاتها الحديثة. موديلات الجيل الحديث كانت مزودة بأنظمة ملاحة. لم يخلو الأمر من ابتكارات جديدة مثل الرودستر أوبل سبيدستر، الميكروفان "أغيلا" والكوبيه "أسترا". في عام 2006 حصلت أوبل زافيرا على جائزة "المقود الذهبي". آخر الموديلات الحديثة لأوبل كانتا أوبل إنسيغنيا عام 2008 وأوبل أمبيرا عام 2012.
ابتداءً من تأسيسها وإلى اليوم تسعى شركة أوبل ليس فقط لتحقيق آخر ما توصلت له العلوم والتكنولوجيا، بل الأهم من ذلك جعل هذا كله متاحاً للجميع. هذا ما كانت تتمسك به أوبل على مدى تطورها، من إنتاج ماكينات الخياطة والدراجات الهوائية حتى إنتاج السيارات.