تسلا تبالغ بالمسافة المقطوعة لسياراتها الكهربائية ولا تستجيب للمستهلكين غير الراضين
تتعمد Tesla لسنوات طويلة من المبالغة بالمسافة المقطوعة لسياراتها لإيهام توقعات مالكيها إلى أي مدى يمكن أن يسافروا بها قبل أن تتطلب الشحن. شكاوي العملاء غير الراضين تعالجها مجموعة خاصة بهدف ألا تصل السيارات لمراكز الصيانة.
بحسب معلومات وكالة رويتر التي تقول أن مصادر مجهولة الهوية وأبحاث مستقلة، أنه منذ حوالي 10 سنوات أمر ماسك إظهار مسافة مقطوعة مبالغ بها على لوحة أجهزة سيارات Tesla حتى توهم العملاء أنه ببطارية مشحونة بالكامل يمكنهم السير لمسافة طويلة.
ما أن ينخفض مستوى الشحن لـ50٪ يبدأ التصحيح والذي بنتيجته تصبح توقعات السيارة أقرب إلى الواقع، في بعض الأحيان تبدأ المسافة المتبقية "بالتلاشي"، خاصة في حال كانت درجات الحرارة في الخارج منخفضة. سائقو تسلا حين يرون كيف تتلخبط السيارة في حساب المسافة المتبقية يظنون أنه هذا مرتبط بعطل معين ويتصلون بمراكز خدمة Tesla وتسجيل الشكاوي (نذكّر أن تسلا تبيع سياراتها بشكل مباشر بدون وكلاء وتخدمهم بنفسها أيضاً).
في عام 2022 وصلت كمية الشكاوي على المسافة المقطوعة لمرحلة أن المنتج قام بإنشاء فريق خاص لإلغاء زيارات مالكي السيارات لمراكز الصيانة. في لاس فيغاس كانت تعمل "مجموعة تخريبية" لمعالجة هكذا شكاوي: موظفون مدربون بشكل خاص كانوا يجرون فحصاً عن بعد ومن ثم يخبرون العملاء أن السيارة على ما يرام ولا داعي لزيارة مركز الصيانة.
كما تؤكد رويترز، حتى في حال أثناء الفحص تبين أن هناك مشاكل وأعطال كانت تخفى عن العميل ويغلقون الشكوى. الاختلاف بين المسافة المقطوعة المعلنة والحقيقية يفسرها "الخبراء" بتدهور البطارية بسبب الاستخدام وأن المسافة المقطوعة تقاس على طريقة EPA المرخصة، وأنه "إن لم يكن كذلك في الحقيقة لا يجب طلب المستحيل من الشركة"، فقط "تابع استخدام سيارتك الكهربائية" واتبع النصائح للاستخدام الاقتصادي للشحن.
EPA - هي وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة والتي تعمل على تقدير المسافة المقطوعة للسيارات الكهربائية في السوق الأمريكية. طريقة تقدير EPA هي واحدة من الأفضل إن لم تكن الأفضل من بين الموجودة، لكن يجب فهم أنه في الواقع سيكون هناك اختلاف بجميع الأحوال.
اعتمدت Reuters على عدة أبحاث مستقلة من بينها SAE (الجمعية الأمريكية لمهندسي السيارات)، وتؤكد أن سيارات تسلا الكهربائية أبعد عن الحقيقة بتقديرها المسافة المتبقية من سيارات المنافسين الكهربائية. وهذا دليل آخر على التلاعب المتعمد بتوقعات المسافة المقطوعة والتي يعتمد عليها المستهلك عند استخدام السيارة.
في الوقت الحالي بحسب مصدر مجهول لـRueters، "المجموعة التخريبية" التابعة لتسلا لم تعد تعمل. قد يكون هذا على أثر الفضائح التي كشفتها في الربيع مجلة Handelsblatt الألمانية,، حين بدأت الدعاوى القضائية ضد تسلا تلوح في الأفق.
"نظام القيادة الآلي في سيارتي كاد أن يقتلني" - بهذه الكلمات بدأ تحقيق Handelsblatt والذي أظهر الواقع الحقيقي والمؤلم حول تطور نظام القيادة الذاتية في Tesla. في نفس المقال يقال أن منتج السيارات الأمريكي الرائد لا يحب التفاعل بالشكل المطلوب مع شكاوي العملاء ويفضل تجاهل المشاكل بدلاً من حلها.
في قاعدة بيانات Handelsblatt أكثر من 3000 شكوى من عملاء تسلا على القيادة الخطيرة لنظام القيادة الذاتية، من بينها 2400 شكوى على مشاكل في التسارع، 1500 شكوى على مشاكل في الفرملة والتي من بينها 139 حالة للفرملة الطارئة غير المبررة و383 حالة فرملة أمام عائق وهمي، أي بسبب التقييم الخاطئ للذكاء الصناعي للحالة على الطريق. هناك أكثر من ألف حادث حقيقي بسبب العمل الخاطئ لنظام القيادة الذاتية من تسلا، السيارات المقادة ذاتياً كانت تخرج عن الطريق وتسقط عن حافته، تصطدم بالأعمدة، الأبنية وغيرها من السيارات.
عاماً بعد عام يزداد عدد زبائن تسلا وعدد غير الراضين بازدياد مستمر أيضاً - الشركة مطمورة بالشكاوي على مختلف الأسباب. الآن أصبح هناك دواعي أكثر للقلق لإدارة تسلا بإدارة العظيم إيلون ماسك. سعر أسهم تسلا بعد مقالة تسلا انخفضت بشكل متوقع.
