تويوتا راف 4. البحث عن السلبيات
وصلت أوتوبوم أخيراً لـ"صرعة" عالمية. كيف هو شعور قيادة إس يو في تدخل دائماً في قوائم السيارات الأكثر شعبية في العالم؟ خاصة إن لم تكن تحب الإس يو في، لذلك من الأساس لديك شكوك وتبحث عن السلبيات. نعم، صحافي السيارات يسمح له برأيه الخاص والذي قد يكون مختلفاً عن الرأي الشائع، بما أن مستوى اطلاع الصحافي المحترف أوسع نظراً لتخصصه. لذلك، عند النظر لراف 4 الجديدة كان لدى مستطلعنا ضحكة مشككة: "أرني ما لديك تويوتا". وأرتنا بالطبع. على الأقل حاولت ذلك.
صنعت تويوتا الموديل عام 1994 والذي اليوم يبدو بعيداً، واليوم جيل كامل من هواة السيارات لا يعترفون إلا بسيارات الإس يو في. من كان يفكر حتى أن سيارة صغيرة وطريفة بتصميم "بايو" دائري من تلك السنوات ستنمي توجهاً عالمياً، تسونامي من سيارات الإس يو في والتي عام 2022 أغرقت العالم.
المكانة في العالم
قبل مشاركة الانطباعات الشخصية غير الموضوعية، اسمح لي أن أعود قليلاً للصفحات المغبرة من تاريخ صناعة السيارات اليابانية. فكرة هذه السيارة "الوسط الذهبي"، وسيلة نقل شاملة بحق كانت تحوم منذ زمن طويل: السيارة النموذج التي حاولت Toyota فيها تجسيد سيارة "لكل حاجات الحياة" عرضت عام 1989 في معرض طوكيو للسيارات. بما أن الفكرة قوبلت بالإيجاب، بعد عدة سنوات من التفكير بدأت Toyota العمل على السيارة ذات الإنتاج التسلسلي. بالمحصلة ولدت راف 4. ميزاتها من غير شك: الصالون المريح، الجلوس العالي والذي يؤمن رؤية ممتازة، خلوص أرضي كبير، محركات قوية كفاية، نظام تعليق مستقل ودفع أمامي دائم. السيارة كانت ناجحة ومطلوبة لدرجة أنه كان على المنتج زيادة طاقات الإنتاج ابتداءً من السنة الأولى للإنتاج. أصبحت تويوتا راف 4 على الفور موديلاً عالمياً: بيعت في الولايات المتحدة، أوروبا والقارات الأخرى.
اليوم وصلت السيارة للفئة متوسطة الحجم وأصبح لها تشكيلة واسعة من المحركات وكل الأنظمة الحديثة، أما تصميمها كما كان دائماً مميز ومعروف، على الرغم من أنه متوافق مع نمط تصاميم الشركة. في عام 2022 عرضت في إسرائيل تويوتا راف 4 من الجيل الخامس (انطلق عام 2018) بمحرك بنزين أو منظومتين هبريد (هجين). كان نصيبنا للاختبار الإصدار ذو محرك البنزين بحجم 2 ليتر، ناقل CVT ودفع رباعي. السعر حسب الفئة يبدأ من 197397 ₪. نعم، في سوقنا متاحة إصدارات الهبريد العادية والقابلة للشحن. لكن للاختبار أخترنا الإصدار الأبسط والأرخص.
في عامي 2019/2020 حصلت تويوتا راف 4 على لقب "سيارة العام" في وطنها اليابان. أصبحت الأولى بين 35 سيارة برأي 69 صحفي ياباني، غلبت لجنة التحكيم براحتها وميزاتها الحركية، صندوقها الكبير وإمكانية اختيار واحد من ثلاثة أنواع من الدفع الرباعي. على فكرة آخر مرة حصلت فيها Toyota على هكذا جائزة مرموقة منذ 10 سنوات بموديلها الهبريد بريوس.
"صرعة" عالمية بين يدي
على الرغم من عدم حبي للإس يو في، فلن ابدأ البحث عن السلبيات. لذلك سأبدأ البحث عن الإيجابيات في البداية.
المظهر الخارجي
الإيجابي بلا شك هي الجاذبية الخارجية. ولو كانت نمطية على طريقة التويوتا، من التوجه العام، لكن إن فهمت الهدف والذي هو إعجاب أكبر عدد ممكن من المشترين المحتملين ستتفهم هذا. أنيقة، مرتبة، متناسقة ومتزنة، دون شراسة ظاهرة، ودون حلول غريبة أو فريدة، ولا ابتعاد عن "الكليشات". إس يو في مثالية حتى بالشكل. أما ما يخص القياسات ففي هذا الجيل أصبحت السيارة أكبر قليلاً: طول الهيكل 4595 مم، العرض 1854 مم، الارتفاع 1699 مم، قاعدة العجلات تساوي 2690 مم. العجلات في الفئة الأساسية بقطر 17 أو 18 بوصة، لكن يمكن تركيب قطر 19 بوصة.
العالم الداخلي
الصالون أيضاً محسوب، كل شيء مقاس بدقة ومصنوع بجودة. بالنسبة للبعض هذه ميزة هامة. لكن حسب ذوق كاتب المقال هو تسويق بحت وإصابة مباشرة في الجمهور المستهدف. لا حب، لا مشاعر، لا شيء خطأ، هي الأمور التي تحب من أجلها السيارة بحق. كل شيء مصنوع بدقة محكمة لا تسمح بالتبلي لشيء أو تمييز شيء أو الإعجاب بشيء. سأتوقف عند لوحة الأجهزة: في وسطها شاشة مع مقياس السرعة، أما مقياس دورات المحرك أزيح بشكل غير اعتيادي للجزء الأيسر، من اليمين أيضاً بشكل غير اعتيادي تموضعت مقاييس مستوى الوقود وحرارة سائل التبريد فوق بعضهما البعض.
السلوك على الطريق
تقريباً نفس الصورة الإيجابية عند الحركة: المحرك بحجم 2 ليتر واستطاعة 175 حصان يحمل حمله بسهولة. ستعطي راف 4 المتعة على طريق السفر وهي ميزة هامة! ردة فعل ناقل الـCVT سريعة ودقيقة، الفرامل دقيقة، أما المقود تقليدي بالنسبة لتويوتا: خفيف وفارغ، من دون مشاكل لكن من دون متعة في المنعطفات. المقود جيد بقياساته وملمسه.
نظام التعليق ماكفيرسون (McPherson) من الأمام ومتعدد الأذرع من الخلف.. يعمل بشكل رائع. لا تشعر به على الطريق المستقيم، أما على الحفر تشعر بإمكانياته، حتى العجلات بالإطارات الرفيعة سلوكها جيد ولطيف. السيارة المختبرة مزودة بنظام دفع رباعي ذو وصلة إلكترونية تعمل عند انزلاق العجلات. لا الطقس، لا ظروف الطريق لم تعطيان هذا النظام إمكانية إظهار نفسه، لذلك الانطباع من هذا الإصدار على الطريق المعبد لا يختلف عن الإصدار أمامي الدفع. لكن تجب ملاحظة أنه ليس الخيار الوحيد. هناك ناقل حركة Dynamic Torque Vectoring AWD الذي عرضته Toyota مع هذا الموديل تحديداً: العجلات الخلفية لها وصلات متعددة الأقراص مستقلة لكل عجلة. هذا بسمح بالتحكم باتجاه العزم إضافة لإمكانية فصل المحور الخلفي كلياً لتوفير الوقود. كما أضيف النظام الإلكتروني Multi-Terrain Select، الذي يغير إعدادات الانزلاق بحسب نوع الطريق المختار. أما الهبريد بإمكانه التفاخر بمحرك كهربائي على المحور الحلفي.
لنقوم بالاستنتاجات
عموماً بالطبع، منذ أول دقيقتين من قيادة تويوتا راف 4 يصبح واضحاً لماذا الإس يو في هذه شعبية لهذه الدرجة حول العالم. هذه السيارة فعلاً تعطي كل ما هو ضروري لغالبية مشتريها. هي لا تخذل التوقعات لأنها لا تعد بشيء خارج عن العادي. هي "الوسط الذهبي"، تتبع الموضة وحتى تفرضها، تحزر بالضبط التوجهات وتتبعها بدقة. هي رائعة لدرجة تجعل هذا سلبيتها الكبرى.
