BYD.. باني حلم وورن بافيت
BYD Co Ltd ما يعني (Build Your Dreams أي "ابن أحلامك") هي شركة سيارات قابضة عملاقة صينية، والتي تنتج باصات، شاحنات، دراجات هوائية كهربائية، رافعات شوكية، بطاريات والأهم من هذا سيارات، سيارات هبريد، سيارات كهربائية.
البداية
شركة BYD أسسها المهندس- الكيميائي فان شونفو (Wang Chuanfu) عام 1995 ووصلت سريعاً للنجاح، لكن ليس كمنتج للسيارات، بل كمنتج لبطاريات الهواتف. حصلت الشركة على حصة مسيطرة من السوق في مبيعات بطاريات النيكل-كاديوم، الشواحن ولوحات المفاتيح للهواتف وكانت المورد الرئيسي لنوكيا، موتورولا، سامسونغ، سوني إيريكسون، كيوسيرا وهواوي.
على حدود الألفيتين بدأت الحكومة بدعم إنتاج السيارات، وBYD كما والكثير من الشركات الأخرى التي لم تكن تعمل سابقاً بالسيارات لبوا نداء الحكومة والحزب الحاكم وبدأوا بإنتاج آليات ذاتية الحركة والتطور شيئاً فشيئاً. في عام 2003 عن طريق شراء الشركة الصينية Qinchuan Automobile Company حصل المنتج السابق للبطاريات على رخصة لصناعة السيارات. في ذلك الوقت كانت شركة QAC تنتج الموديل QCJ7181 Flyer واستمرت BYD بإنتاجه دون تفكير طويل وغيرت اسمه لـBYD Flyer، وهي واحدة من أوائل السيارات الصينية المعروفة بشكل جيد خارج الصين.
هناك من يحالفه الحظ...
الحدث الرئيسي في تاريخ BYD كان عام 2008 حين استثمر صندوق Berkshire Hathaway المملوك لوورن بافيت باستثمار 232 مليون دولار لشراء حوالي 10٪ من أسهم BYD من خلال Sino-American Energy Holdings. بالأساس أراد بافيت شراء 25٪ من الشركة، لكن رفض وان بيع أكثر من 10٪ من أسهم BYD. هذا الأمر أعجب بافيت الماكر، بما أنه رأى مدى ثقة شوانفو بنجاح شركته.
بعدها تحركت الشركة للأمام، سواء بحجم المبيعات أو بتطوير الموديلات الجديدة. بعدها عرضت BYD الإصدار الهبريد القابل للشحن من السيدان الصغيرة BYD F3، إجمالي حجم المبيعات لسيارات الماركة عام 2009 وصل لـ448400 سيارة، أما F3 أصبحت السيدان الأكثر مبيعاً في الصين. كما بدأت BYD بتصدير سياراتها لأفريقيا، أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط. تطورت الشركة بقوة، وظفت خبراء من أفضل الشركات وافتتحت فروعاً لها وممثليات حول العالم. في عام 2010 أنشأت شركة مشتركة مع دايملر. منذ ذلك الحين تقريباً بدأت تتهم بالنسخ، وحتى رفعت عدة ماركات دعاوي قضائية ضد BYD، لكن كلها فاشلة. في نفس العام 2010 ظهر أول باص كهربائي من BYD والذي يباع اليوم على دفعات بالمئات. وجغرافيا التوريدات واسعة وتشمل عشرات الدول من الأرجنتين لليابان. وأوروبا تشتريها أيضاً: في عام 2020 لوحده اشترت باصات BYD بلديات مدن مختلفة في ألمانيا، إسبانيا، الدانمارك، هولندا والنرويج.
في عام 2013 أصبحت العاشرة بحجم المبيعات في الصين. في عام 2015 أصبحت سيارات BYD من أكثر الموديلات مبيعاً بين الهبريد القابل للشحن والكهربائية بالكامل. لكن بافيت راهن واستثمر ليس بسيارات البنزين أو الهبريد، بل بالسيارات الكهربائية ولم يخطئ. بما أن سوق السيارات الكهربائية في الصين نمى بشكل كبير وتحولت BYD للاعب كبير في أكبر أسواق السيارات في العالم. فاق حجم المبيعات 130 ألف سيارة كهربائية، لتنافس على حصتها السوقية بمنتجين آخرين للسيارات الكهربائية مثل Wuling، NIO وبالطبع Tesla.
في نهاية عام 2018 بعد 10 سنوات من الاستثمار كسبت Berkshire من حصتها في شركة BYD مبلغ 1.6 مليار دولار، أما عام 2020 وصلت لـ5.9 مليار! بهذا برهنت BYD بعملها اسمها، وبنت الحلم وجعلته واقعاً. ولو كان هذا حلم وورن بافيت المدروس. استخدمت معارفها العميقة في تقنيات بطاريات السيارات، أموال بافيت ورخص اليد العاملة الصينية، ثبتت BYD قدمها في السوق الناشئة للسيارات الكهربائية بالكامل (EV) وبدأت زيادة حصتها في سوق السيارات الكهربائية من ماركتها خارج حدود الصين.
اليوم
بدأت BYD انتشارها في أوروبا من النرويج، وردت الموديل BYD Tang وبعض موديلات السيارات التجارية. لتحسين الشكل الخارجي لموديلاتها التي لم تكن جميلة في ذلك الوقت، افتتحت عام 2019 مركز تصاميم عالمي، الذي يترأسه خبراء خرجوا من أودي، فيراري ومرسيدس بنز بإدارة وولفهان إيغير. أول مشروع مشترك للفريق التصميمي E-SEED GTK، الذي عرض في المعرض التخصصي Auto Shanghai في أبريل 2019.
في عام 2020 أعلنت BYD وتويوتا عن إنشاء الشركة المشتركة BYD Toyota EV Technology Co لتطوير السيارات الكهربائية، وفي هذه الحالة تعول تويوتا على مساعدة الشركة الصينية، بما أن العملاق الياباني ولو كان الأمر غريب واحد من أبطأ المنتجين في مجال تطوير السيارات الكهربائية بالكامل. بدورها تويوتا الشركة رقم 1 أو رقم 2 (في سنوات مختلفة تارة تسبق تارة تفسح المجال لـVW) بحجم المبيعات، وتحصل BYD بمساعدة الشريك الياباني على إمكانية التوسع المستقبلي.
حجم مبيعات NEV (العاملة بمصادر الطاقة الجديدة) لماركة BYD استمر بالزيادة حتى عام 2020، وأوقفت الجائحة هذه العملية. بلغت الـNEV نسبة 44.4٪ من حجم المبيعات الإجمالي لكل موديلات الشركة. كمية السيارات السياحية الكهربائية من BYD والهبريد عام 2020: 130970 و48084 وحدة بالترتيب، ما أقل بنسبة 11٪ و 33.4٪ من العام الذي سبقه. عدا جائحة كوفيد، أثر على انخفاض المبيعات المنافسة القاسية بين المنتجين الأجنبيين والصينيين. لكن بالمقابل إنتاج البطاريات عام 2020 زاد بنسبة 2٪ مقارنة بالعام الذي سبقه. لكن في يناير 2021 بدأت BYD تعيد حصتها وزادت مبيعاتها بنسبة 120.2٪ مقارنة بنفس الفترة العام السابق. أما بمحصلة أغسطس 2021 ارتفعت مبيعات NEV BYD بأكثر من 300٪ (حتى 61409 وحدة).