سيترويين.. الابتكار قبل كل شيء
Citroën هي ماركة سيارات فرنسية والتي أصبحت عام 1976 جزءاً من مجموعة شركات PSA Peugeot Citroen، ثاني أكبر منتج سيارات في أوروبا. تميزت Citroën دائماً بكونها استثنائية، ابتكارية، بأحدث التقنيات والانتصارات العديدة في سباقات السيارات. فازت سيترويين خمس مرات ببطولة رالي منتجي السيارات، أربع مرات في رالي داكار، 8 مرات في تصنيف رالي منتجي السيارات حول العالم وإلى اليوم تحمل هذا اللقب*. *.بحسب معلومات 2018/2019
مع كون إدارتهم واحدة، الماركات Pegueot وCitroën تعتبر مستقلة عن بعضها البعض. صحيح أنه بعد الاتحاد مع بيجو لم تعد سيترويين في صدارة صناعة السيارات، لكن حسنت مبيعات سياراتها بشكل ملحوظ. اليوم أكبر سوق تصدير للماركة هي السوق الصينية، حيث تباع عن طريق شركة Dongfeng Peugeot-Citroën.
تاريخ الشركة
لشركة سيترويين تاريخ مثير وصعب، مرتبط بشخصية مؤسسها الرجل الإسطوري أندريه سيترويين. مؤسس الشركة أندريه غوستاف سيترويين ولد في عائلة يهودية غنية لتاجر مجوهرات، خرج من الإمبراطورية الروسية. لكن الفتى العنيد رفض بشكل قاطع الاستمرار بعمل أباه، على الرغم كونه مربحاً للغاية. أراد أن يصبح مهندساً وبعد إنهائه المعهد الهندسي ذهب للعمل في ورشة عادية تنتج قطعاً للقاطرات البخارية.
بفضل موهبته الهندسية ترأس المصنع بوقت وجيز، والذي خلال الحرب العالمية الأولى كان ينتج قذائف مدفعية للجيش الفرنسي. انتهت الحرب، وتوقف معها المصنع. وحينها قرر أندريه سيترويين والذي لم يخطط قط أن يعمل بالسيارات، تطوير سيارة قوية، معقدة تقنياً. لكن بعدها عدل عن رأيه بعدما نظر لشعبية سيارات فورد. وقرر الرهان على سيارة بسيطة ومتاحة وعالية الجودة، وبدأ عام 1919 بإنتاج الموديل Type A. كانت أول موديل في أوروبا حصل على مارش (ستارتر) كهربائي وأضواء، عدا ذلك كانت تنتج بكمية 100 وحدة في اليوم ولذلك كان سعرها رخصاً للغاية. هكذا تحول المصنع الحربي سابقاً لسيترويين من إنتاج القذائف لإنتاج السيارات الرخيصة والشعبية.
برج إيفل رمز باريس دخل موسوعة غينس للأرقام القياسية كأكبر مساحة إعلانية لسيترويين.
كان أندريه ليس فقط مهندساً ومبتكراً، بل وتاجراً ممتازاً! فهم أن الإعلان هو محرك التجارة. وابتكر حركة إعلانية رائعة! لـ10 سنوات كاملة كان اسم شركة سيترويين يعلن على برج إيفل! وبرج إيفل أصبح لاحقاً رمزاً لباريس دخل موسوعة غينس للأرقام القياسية كأكبر مساحة إعلانية لسيترويين. عدا هذا قام أندريه بتنظيم رحلات استكشافية لآسيا وأفريقيا، ودعا إليها العلماء والصحفيين. أما الرحلة كانت تتم بسيارات سيترويين نصف مجنزرة. ولاحقاً في عام 1921 نظم أندريه إنتاج سيارات التاكسي، وبعد عشر سنوات تقريباً 90٪ من سيارات التاكسي في باريس كانت تحمل ماركة سيترويين الشهيرة. مع هذا مازال أندريه يريد أن يجعل سياراته الشعبية ابتكارية لأبعد الدرجات، باستخدام التقنيات الثورية. وقد نجح في هذا!
في عام 1934 أنتجت سيترويين سيارة ثورية أمامية الدفع، نظام تعليق مستقل للمحور الأمامي وهيكل معدني بالكامل Traction Avant، والتي اكتسبت الشعبية بسرعة فائقة واستمر إنتاجها حتى عام 1957. عدا هذا بنفس الوقت أنتجت سيترويين أول سيارة سياحية ذات إنتاج تسلسلي بمحرك ديزل Rosalie. السيارات الجديدة كلفت الشركة كثيراً. غالية في الإنتاج وأدت لأن سيترويين أصبحت مدينة أمام مقرضها الرئيسي شركة ميشلين. هكذا غيرت سيترويين مالكها. أما بعد عام توفي أندريه سيترويين، مؤسس وملهم الشركة بسبب السرطان.
لكن تاريخ الشركة لم يتوقف عند هذا! تم تطبيق أفكار أندريه في الحياة العملية وبعد الحرب العالمية الثانية أنتجت سيترويين سيارة إسطورية، والتي أصبحت لزمن طويل رمزاً لفرنسا! الموديل سيترويين 2CV، بسيطة للغاية، ليست جميلة ومع هذا اقتصادية، موثوقة وسهلة التخديم. لكن الأهم كان بإمكان أي أحد تقريباً شرائها! هذا الموديل الملقب بـ"البطة القبيحة" استمر إنتاجه حتى عام 1990.
ثم ظهرت "الإلهة" الحقيقية - سيترويين DS التي أنتجت عام 1955. فرامل ديسكات، مقوي مقود، أضواء قابلة للدوران مع مقود السيارة، نظام التعليق الهيدرو-هوائي والذي أصبح لوقت طويل بطاقة التعريف بسيترويين، كل هذه كانت تقنيات ثورية بالفعل. إضافة للمظهر الخارجي الفريد، والذي حصلت بفضله السيارة على لقبها. في مسابقة "سيارة القرن" احتلت هذه السيارة المركز الثالث سبقها فقط Ford Model T وMini.
في مسابقة "سيارة القرن" احتلت هذه السيارة المركز الثالث أمامها فقط Ford Model T وMini.
PSA Peugeot Citroen
للمرة الثانية في تاريخها، خذل شركة سيترويين سعيها لأحدث التقنيات، والتي ليست رخيصة أبداً في إنتاجها. الصعوبات الاقتصادية أدت لأنه وفي عام 1976 ابتلعت Peugeot SA سيترويين بالكامل، ليتشكل ثاني عملاق في أوروبا بالحجم والذي حمل اسم PSA Peugeot Citroen. هذه الماركات لا تشبه بعضها بشيء. بيجو كانت دائماً ماركة محافظة، أما سيترويين كانت متطورة ومبتكرة، وبشكل خاص أنظمة التعليق ومبادئ الانسيابية. أكثر من 20 عاماً كانتا تحاولان إيجاد لغة مشتركة بينهما: استخدام قطع بيجو في سيارات سيترويين لم يكن مقبولاً في مراكز تصاميم سيترويين، وفعلياً بدأت موديلات سيترويين تصبح نسخاً عن موديلات بيجو...
لكن بالمحصلة في أبريل 2006 تم إنتاج سيترويين C6 والميني فان Xsara Picasso وC4 Picasso، والتي كانت موديلات ناجحة للغاية. هكذا عادت ماركة سيترويين للحياة مجدداً! في مارس 2009 احتلت سيترويين 16.1٪ من السوق الفرنسية، أما بيجو 16.4٪. وكانت هذه أفضل نتيجة لسيترويين على مدى الأعوام الـ35 الأخيرة.
لكن كما يقال هذه حكاية أخرى تماماً... والتي فازت فيها سيترويين 5 مرات في رالي المنتجين، أربع مرات في رالي باريس داكار، 8 مرات في بطولة منتجي السيارات حول العالم في الرالي وإلى اليوم تحافظ على هذا اللقب. المتسابق الفرنسي Sébastien Loeb أصبح بطلاً للعالم 9 مرات خلف مقود سيارات سيترويين. أما في كأس العالم بين السيارات السياحية لعام 2014 حققت سيترويين 17 انتصاراً في 24 سباق!
