لامبورغيني. الرجل الأسطورة: نناقش الفيلم
فيلم "لامبورغيني. الرجل-الأسطورة" عرض على الشاشات عام 2022. قام بتصويره روبيرت موريسكو - منتج أمريكي، كاتب سيناريوهات، مخرج وممثل. من بين أعماله الأفلام «10th & Wolf» و «Crash» (الاصطدام)، الذي حاز السيناريو الذي كتبه موريسكو على جائزة أوسكار. أما فيلمه عن لامبورغيني يروي حكاية واحدة من أكثر الشركات الناشئة جرأة في عالم السيارات الخارقة، عن تجارب وأخطاء فيروتشو لامبورغيني وتحول ابن المزارع الذي كان يصنع الجرارات الزراعية لصانع سيارات أسطورية. عن الإنسان الذي تحدى إينزو فيراري ذاته. وحتى فاز عليه، على الأقل في البداية. نبدأ حديثنا عن هذا الفيلم. تحذير، في المقال الكثير من تفاصيل أحداث الفيلم!
الإنسان
فيروتشو لامبورغيني (Ferruccio Lamborghini) هو صناعي إيطالي، رجل أعمال، مؤسس Lamborghini Trattori, Automobili Lamborghini وغيرها من الشركات. ولد عام 1916 تحت برج الثور. كان أبويه مزارعين. فيروتشو نفسه كان لديه اهتمام بالتقنيات والآلات، تعلم على التقنيات الزراعية في جامعة Fratelli Taddia. بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية عمل في البداية بإعادة تجهيز التقنيات العسكرية لحاجات الزراعة وثم أسس مصنعاً للجرارات. بعد أن أطلق إنتاجه الخاص بعزمه وإصراره اللذان تميز بهما، حوله لامبورغيني إلى معيار في هذا المجال. بالمحصلة تمكن من كسب أموال لا بأس بها، وأصبح في بداية الستينات رجل أعمال مؤثر ويفهم بوضوح ما الذي يريده. لكن حين أعلن لامبورغيني عن نيته لإنتاج السيارات الرياضية الخارقة والقادرة على منافسة Ferrari، كثيرون ظنوا أنه فقد صوابه. كان الجميع ينظر لإنتاج موديلات كهذه هي خطوة خطرة بطريق مجهول وتبذير للمال دون أدنى أمل للربح. لكن الإنسان الطموح ذو إرادة كبيرة وقادر على الإنجاز أسس شركة باسمه وأدارها في الفترات الأولى من تاريخها الفريد.
الفيلم
بالحديث عن "البايو بيك" يجدر القول أنه نمط صعب للغاية. إيساع حياة الإنسان كلها في فيلم مدته 1.5-2 ساعة هي مسألة صعبة للغاية، لكن يجب أيضاً عرض مشاعره، شغفه وإيصال أفكاره... قليل من يستطيع هذا. يمكن القول عن سيناريو فيلم لامبورغيني على الفور - لن يحصل على الأوسكار... بما أنه فعلياً عبارة عن أجزاء من حياة البطل أضيفت إليها كمية كبيرة من اقتباسات فيروتشو نفسه. لو عرضوا لنا فقط خلافه مع فيراري كما هذا معمول في فيلم "فورد ضد فيراري"، أو جعلنا نقطع مع البطل طريقه الطويل والشاق من ابن مزارع عادي إلى الغنى والشهرة، حياة الإنسان الذي بالمحصلة بقي واحداً لواحد مع رأسه المريض كما صورت في "الملحمة البوهيمية"... لكن لا. حاولوا وصل كل شيء سوية بحيث لا يزعل أحد. لا الزوجة الثانية ولا الطفل من الزواج الأول... بالمحصلة كانت رواية مملة عن إنسان عظيم.
كان لامبورغيني يحترم إينزو ويحب سياراته، لكن كان يعتبرها صخبة للغاية وفظة، أنسب لحلبة السباق مما لرحلة ممتعة على الطريق. في كل سيارات Ferrari التي كان يمتلك منها لامبورغيني ثلاث أو أربع سيارات كان هناك مشاكل مع القابض (الكلاتش). كان فيروتشو يقول "حين تقود بروية كل شيء رائع، لكن حين تضغط على دواسة الكلاتش ينزلق ولا يعمل كما يجب". مشكلة القابض كانت تبقى حتى بعد الإصلاح.
يبدو وكأن الفكرة كان يجب أن تتلخص في صناعة فيروتشو لامبورغيني ماركة سياراته الخاصة التي تحمل اسمه بسلسلة كاملة من السيارات الخارقة الفريدة. كان يجب أن يعرضوا لنا الحديث الأسطوري بين فيراري ولامبورغيني والذي بمحصلته استيقظ في صانع الجرارات غضب الثور الهائج، والذي "مزق" ماتادوراً شهيراً. كان يجب أن يركزوا على هذا الخلاف، إظهار حدته ودوره في مصير لامبورغيني. حينها كانت الحكاية متكاملة ومثيرة. لكن صانعوا الفيلم قرروا أن يفعلوا غير هذا. يمكن أن نتفهمهم، إذ فيروتشو العظيم خاض طريقاً شاقاً وصعباً فعلاً، وعاش الكثير من الصدمات، خسر حبيبته، بقي وحيداً مع والده وابنه الصغير على يديه، وقد رهن فعلاً مزرعة العائلة، مصدر رزق العائلة الكبيرة... ولو فشلت شركته لكانت صدمة صعبة على الجميع.
مرة قرر فيروتشو التحدث إلى إينزو فيراري. انتظره لساعات وساعات وعندما رآه أخيراً غضب لامبورغيني وقال منفعلاً: "فيراري، سياراتك تافهة!". هذه الكلمات جعلت إينزو يفقد صوابه: "لامبورغيني، بإمكانك قيادة جرار، لكن لن تتمكن من السيطرة والتحكم بسيارة فيراري!!!". هذا هو الحديث الحقيقي بين الرجلين الإيطاليين...
لقد عرضوا لنا ليس قصة إيطالية، بل "أمريكية" بجدارة بتأكيدات أي مدرب على رفع التقييم الذاتي عن "الثقة بالنفس"، "السعي للنجاح" و"الحركة للأمام على الرغم من كل شيء" أو على مبدأ "أرى الهدف لا أرى عوائق"... لا، هذا كله صحيح ويمكن أن يكون هذا هو الطريق لافتتاح عمل من الصفر. لكن بثقة تامة أن كل شيء سينجح. لكن إجبارنا نحن المشاهدين أن نصدق على أن هذا إنسان حي، معان، مليء بالشكوك، القلق، المفكر والمليء بالعواطف هو أمر فشل فيه صانعوا الفيلم. الشخص وكأنه ليس إيطالي.
السيناريو مؤسس عل كتاب ابن بطل الفيلم. لذلك بنظرنا هناك الكثير من استياء الطفل من والده، وخصص الكثير من الوقت لخيانات أباه لأمه. السيناريو شخصي وغير موضوعي لدرجة أنه لم تذكر فيه ابنة فيروتشو المحبوبة من زواجه الثاني. يترك السيناريو انطباعاً أن الجوائز والألقاب التي حصل عليها فيروتشو "للإنجازات في العمل" ولقب "Cavaliere del Lavoro" (أعلى وسام لرجال الأعمال في إيطاليا) حصل عليها لامبورغيني ليس بفضل عمله الدؤوب، إنشاء شركة ناجحة ومساهمته الكبيرة في ترميم الاقتصاد في إيطاليا ما بعد الحرب، بل "لجهوده" في الخيانات الزوجية. كما تم ظلم والد لامبورغيني، الذي بزعم الراوي كان يمنع ابنه "اقتلاع جذوره" ومغادرة المزرعة وصناعة الجرارات. بحسب موضوع الفيلم، الأب وكأنه لم يفهم من أين جاء حب فيروتشو للآليات وصناعة جراره الخاص.
والدا فيروتشو دعموه من الطفولة في حبه للآليات وحتى ساعدوه في بناء ورشة في المزرعة حيث كان الشاب المراهق يقوم بصب القطع الضرورية للآليات الزراعية. في حياة ما بعد الحرب عمل لامبورغيني الشاب بإعادة تخصيص الآليات العسكرية للأغراض الزراعية، ولو أنه بحسب سيناريو الفيلم هو يصرف أموال والديه بلا فائدة.
عدا هذا تغيب من الفيلم روح إيطاليا نفسها، حيث أهم شيء هو العائلة. كل شيء "مأمركن"... أين الطرافة الإيطالية، الجلسات العائلية على طاولة الطعام، الأغاني، الرقص، السباغيتي، النبيذ وجبنة البارميزان؟ الحب للحياة على الأقل؟! حتى لغة الإشارة التقليدية في إيطاليا غير موجودة في الفيلم... لكن كما هو معروف إن قيدت يدي الإيطالي لن يستطيع التكلم. بحسب الفيلم فيروتشو هو رجل أنكلوساكسوني نمطي محب للعلم...
لامبورغيني
كصحفيي مشروع يعمل بالسيارات، كان لا يمكن ألا نكون مسرورين أن المخرج توقف قليلاً عند عملية صناعة أول سيارة لامبورغيني.
كان لدى لامبورغيني عدة أشهر فقط منذ لحظة ولادة الفكرة حتى العرض الرسمي للسيارة، لذلك أول موديل تمت صناعته بسرعة كبيرة. كانت مناسبة العرض لمعرض سيارات تورينو الذي افتتح في بداية نوفمبر 1963. بما أن كان لفيروتشو تخيلاً واضحاً لما كان يريده، لم يتطلب منه وقتاً طويلاً لاختيار الموظفين: هو "أخذهم" من فيراري. لصناعة أفضل محرك V12 في القطاع (ويعني الأفضل في العالم)، لهذا لجأ لجوتو بيزاريني (Giotto Bizzarrini) الذي سبق أن طور عدة محركات حديثة لفيراري. أما لتصميم باقي الأجزاء وظف لامبورغيني مهندسين شابين واعدين: جامباولو دارارا (Giampaolo Dallara) وجامباولو ستانزاني (Giampaolo Stanzani). كان أمامهم تحدي جدي، والوقت كان قصيراً للغاية. على الرغم من هذا أصبح الموديل 350 GTV تحفة حقيقية.
عملية صناعة أول سيارة من لامبورغيني ظهرت في الفيلم بشكل واضح. لكن لماذا لم يعرضوا لنا الأكثر إثارة؟! كيف صنعت ميورا العظيمة، أجمل سيارة من الماركة وأول موديل أيقوني بحق من Lamborghini... في الفيلم هي موجودة كروح تجسدت، كحلم تحقق... كرمز للمنافسة الأبدية مع فيراري والولد الوحيد الذي استثمرت فيه كل الجهود والوحيد المحبوب بحق والذي بقي مع صانعه للأبد.
ميورا
الشاسيه الفريد لميورا كان له تأثير هام على تاريخ الشركة نفسها وصناعة السيارات ككل. بفضلها أصبحت ماركة لامبورغيني رمزاً في عالم السيارات، تجسيد النمو، النصر بأي ثمن، التفوق على المنافسين على الرغم من القيود التقليدية والتعصب. بنية ميورا - هي ثمرة حماس مهندسين شابين دارارا وستانزاني، الذين اقترحوا تحضير سيارة سباقية للطرق العامة إصدار مبسط من سيارة رياضية متكاملة. حصلت تحفتهم على محرك 12 أسطوانة 4 ليتر من الموديل 400GT، الذي كان يركب بشكل طولي خلف قمرة القيادة. أما هيكل ناقل السرعات والمفاضل كانوا عبارة عن جزء موحد مع المحرك نفسه. الشاسيه صنع من الصفائح المعدنية الملتوية المثقبة من أجل تخفيف الوزن. حين رأى لامبورغيني المشروع وافق عليه على الفور حيث رأى فيه الفرادة. أخطأ في شيء واحد فقط بأنه أعلن أن هكذا سيارة هي دعاية رائعة للماركة، لكن حجم المبيعات العالمي لم يتجاوز الـ50 سيارة...
الشاسيه تم تصنيعه بسرعة نسبياً وعرض في معرض سيارات تورينو في أكتوبر 1965. واحد ممن آمن بها وإمكانيات لامبورغيني نفسه كان نوتشو بيرتوني (Nuccio Bertone). ما أن رأى مالك مصنع الهياكل من تورينو الشاسيه جاء للامبورغيني وقال له: "أن ذلك من بإمكانه أن يصنع لك حذاءً على قدمك!"... مصافحة بيرتوني ولامبورغيني أصبحت بداية لمغامرة شيقة. تم تكليف مارشيللو غانديني (Marcello Gandini) بتجسيد أفكار بيرتوني، وهو الذي صنع الهيكل الفريد والذي أصبح تحفة حقيقية، الهيكل الذي صنع في بيرتوني لذلك الشاسيه. هكذا ولدت ميورا، السيارة الفريدة في أناقتها وشراستها، فرادتها وفخامتها.
المعروف أنه في عام 1962 فيروتشو حين كان يستاح في إسبانيا زار مزرعة ثيران شهيرة مملوكة للدون إيدوارد ميورا.
إلى الآن غير معروف بشكل مؤكد لم حصلت السيارة الرياضية على هذا الاسم. ولو في الفيلم عرضوا لنا مشهد حيث يحضر لامبورغيني في معرض لفنان ويرى رسمة الثور والتي ألهمته لرسم الشعار. حقيقة هذا أم خيال - غير معروف. فيروتشو نفسه لم يشأ أن يشرح لم لجأ لتشبيه سياراته بالثيران الجبارة من فصيلة ميورا - الأسطورة الحقيقية بين فصائل ثيران المصارعة الإسبانية. بالنسبة لإنسان ولد تحت برج الثور واستخدم بكل فخر هذه الإشارة في كل إبداعاته، فكرة تسمية موديلاته نسبة لفصيلة ثور مصارعة كانت واقعية. الأمر المذهل كان شيء آخر... عند اختيار الاسم للموديل والذي كان يجهز بدور الموديل العظيم وجد على المستوى الفطري هذا الاسم. إذ أن ثيران فصيلة ميورا هي حيوانات فريدة: الأقوى بين ثيران المصارعة لكن الأهم ذكية وشرسة في المعركة. كثيراً ما يقول مصارعي الثيران أن نظرة الثور من فصيلة ميورا من الصعب غلطها بأية نظرة أخرى: هي نظرة محارب حقيقي. هذا الاسم لهكذا سيارة كان دقيقاً للغاية، أما على حساب كونه قصيراً من 5 أحرف كان يحفظ بسهولة.
حسب منشور Lamborghini على الموقع الرسمي، في يوم عرضها كانت أسرع سيارة في العالم: التسارع لـ100 كم/سا خلال 6.7 ثانية، السرعة القصوى 280 كم/سا.
تحضير ميورا كان يتم بسرعة كبيرة. غانديني تذكر لاحقاً: منذ أكتوبر حتى فبراير الكل كان يعمل كالمجانين، 24 ساعة يومياً سبعة أيام أسبوعياً. الحدث الأهم كان يقترب، لم يريد أحد تفويت هذه الفرصة - عرض الموديل الجديد في معرض سيارات جنيف العالمي لعام 1966. وحصلت معجزة: الشاسيه الذي عرض في خريف 1965 كنموذج اختباري خلال عدة أشهر تحول لأروع موديل مخصص للطرق العامة في العالم. انطلاقة لامبورغيني ميورا أصبحت أهم حدث في معرض سيارات جنيف!
السيارة الجديدة أثارت اهتماماً غير مسبوقاً، لكن لامبورغيني لفت اهتماماً أكثر حين جاء خلف مقود ميورا لغران بري مونتي-كارلو، واحد من أعظم أحداث العطلة للسيارات الرياضية ككل والسيارات الإيطالية بالأخص. ميورا البرتقالية التي ركنها ذلك السبت أمام "أوتيل دي باري" جمعت حولها حشداً كبيراً من الجمهور لدرجة أنهم شغلوا كل الساحة أمام الكازينو. زاد الاهتمام وزاد عدد الطلبيات. كان تحليقاً قوياً والذي كان يمكن أن يصبح نهاية رائعة للفيلم، لكن لم يصبح...
الأسطورة
في الفيلم عرضوا لنا بطلاً منبوذاً. مدفوعاً من على القمة. وحيداً. بقي ليس فقط بلا أقارب بل وبدون إنجازاته العظيمة. قرر أن يبدأ حياته من جديد والعودة لأصوله للأرض. حقق لامبورغيني أحلامه وصنع واحدة من أفضل السيارات الخارقة في العالم، وكتب اسمه للأبد في تاريخ صناعة السيارات العالمية. لقد ادخر أموالاً كثيراً وفي بداية صناعته للسيارات تفوق على فيراري. لكن مع هذا خسر حب حياته. خسر العلاقات البشرية العادية، العائلة، حب الأقربين، انفصل عن ابنه ولم يصبح جداً لأحفاده. استبدل السعادة الأسرية بالمنافسة الأبدية مع فيراري وفي النهاية خسر أهم ما يملك - شركة Lamborghini.
في عام 1972 باع فيروتشو لقاء 600 ألف دولار 51٪ من أسهم الشركة لجورج هنري روسيتتي (Georges-Henri Rossetti). في بداية عام 1974 تخلى عن باقي حصته من الأسهم وباعها لرينيه لايمر (René Leimer)، صديق روسيتي. أما شركة الجرارات كانت من نصيب المنافس القديم SAME DEUTZ-FAHR group.
وبعدها فيروتشو نفسه (حسب الفيلم) يبدأ بالتساؤل، هل كان على حق أنه أعطى شغفه، حبه وكل وقته للسيارات... وحين يكون على خط البداية مع إينزو لا يحاول حتى المشاركة في السباق ويذهب فيراري بعيداً بالسيارة أما لامبورغيني يبقى في الخلف. هذا المشهد يعبر ليس فقط عن خسارة الشركة أثناء الأزمة الاقتصادية، هو يرمز للسؤال الذي لم يطرح صراحة "هل كان يستحق الأمر أن يبدأ بالأساس".. خسر فيروتشو الاهتمام بالسباقات مع إينزو لأنه خسر الاهتمام بصناعة السيارات. هو تخلى عن السباق الأبدي مع فيراري وعاد "لجذوره" - الأرض الإيطالية العطية التي لا تلد فقط مهندسي السيارات الرياضية العظماء بل وأشهر أنواع العنب. لامبورغيني العجوز "المحدث" مزارع مرة أخرى وصانع للنبيذ. ونأمل أنه أب وجد عطوف ومحب.
لامبورغيني لم يكن يزرع العنب فحسب بل وكان بصنع النبيذ الذي حاز على العديد من الجوائز، كان يسافر، بنى على أرضه ملعب غولف، كان يصنع سيارات للغولف. عدا هذا صنع سيارة لبابا روما يوحنا بولس الثاني. في 5 فبراير 1993 حصلت لفيروتشو أزمة قلبية، توفي في 20 فبراير.