سكودا.. إن أردت شيئاً ممتازاً فاصنعه بنفسك!
سكودا هي ماركة سيارات تشيكية بتاريخ ممتد لأكثر من قرن. خاضت سكودا طريقاً طويلاً من إنتاج الدراجات الهوائية للسيارات الأيقونية. اليوم سكودا هي واحدة من الشركات التابعة لـVolkswagen Group، والتي تعد من الشركات المتصدرة بمبيعات السيارات. كل سيارات ماركة سكودا تنتج اليوم على قواعد فولكسفاكن وتباع في أكثر من 100 دولة، أما بنتائج عام 2018 تخطى حجم المبيعات الإجمالي 1.25 مليون وحدة.
Volkswagen Group أو VAG هي أحدى الشركات المتصدرة في مبيعات السيارات، والتي تمتلك ليس فقط ماركة سكودا، بل وأودي، بنتلي، بوغاتي، لامبورغيني، مان، بورشه، سيات، سكانيا وفولكسفاكن، إضافة للدراجات النارية دوكاتي. كل سيارات ماركة سكودا تنتج على قواعد فولكسفاكن. Skoda Auto إلى اليوم أكبر منتج للسيارات في التشيك، والذي يستمر في الحفاظ على تاريخ وتقاليد الشركة التشيكية Laurin & Klement، والتي تأسست عام 1895.
كيف بدأ كل شيء
كل شيء بدأ من حالة محرجة. بائع كتب بسيط اشترى دراجة هوائية مستوردة غالية الثمن وكان فيها عيب، أما المنتج رفض استبدالها، إصلاحها أو إعادة ثمنها. لكن فاتسلاف كليمينت كان رجل ذو شخصية! قرر أن يصنع بنفسه دراجة هوائية! واتفق مع ميكانيكي محلي، أيضاً اسمه فلاتسلاف لورين. الدراجات الهوائية التي كان ينتجها "الفاتسلافان" كان اسمها "سلافيا"، كانت موثوقة، بسعر مقبول والأهم بكفالة متكاملة! ثم بدأوا بإنتاج الدراجات النارية. أما منذ عام 1905 بدأوا بإنتاج سياراتهم الخاصة. سموا الشركة بـLaurin & Klement، أول سيارة لها Voiturette A كانت شعبية كبيرة ما سمح للشركة بتوسيع إمكانياتها الإنتاجية.
على فكرة قصة التأسيس ليست الوحيدة المحرجة في هذه الشركة. اليوم، السلوك الرياضي لسيارات سكودا لا ريب فيه! حصلت على عدد لا يحصى من الجوائز في كل سباقات الرالي الممكنة. تتميز موديلات سكودا بأقلمتها للطرق بأي جودة كانت، الأمر الذي ساهم في انتصاراتها الرياضية. أما سلسلة الانتصارات بدأت من موقف حصل أثناء سباق الدراجات النارية منذ أكثر من قرن. مهندس شركة Laurin&Klement قرر المشاركة بنفسه في سباق عام 1901، وقطع مسافة من باريس لبرلين. الموديل المطور خصيصاً للسباق كان ناجحاً لدرجة، أن المشارك التشيكي حقق رقماً قياسياً مطلقاً. لكن لم يتم تسجيله! كل الأمر أن التشيكي السريع وصل لخط النهاية الساعة الثالثة صباحاً، وكل الحكام كانوا يغطون بنوم عميق وبذلك لم يستطيعوا تسجيل النتيجة.
بحلول عام 1920 كانت الشركة تنتج ليس فقط سيارات، بل وشاحنات وباصات ومحركات طائرات وآليات زراعية. وكانت بحاجة لطاقات إنتاجية كبيرة. حينها اتحدت Laurin & Klement مع أكبر مصنع تشيكي لصناعة الآليات Škodovy závody. مؤسسها إيميل سكودا أعطى الاسم للاتحاد الجديد. هكذا ظهرت عام 1925 ماركة جديدة للسيارات ŠKODA.
تاريخ ظهور الشعار
"رأس الهندي الأحمر" أصبح دائرة أو مسنن ما يدل على عملية الإنتاج اللامتناهية. السهم يرمز للابتكارات الحديثة، الدقة والجودة العالية. العين هي النظر للمستقبل والقدرة على رؤيته. أما الاجنحة هي الحركة للأمام والتطور.
في عام 1926 ظهر شعار ماركة سكودا على شكل "السهم المجنح"، الشعار الشهير والذي يعتبر واحد من أكثر الشعارات فرادة في العالم. على فكرة هناك عدة روايات كيف ظهر هذا الشعار.
إحدى الروايات تقول، أنه خلال سفرياته في الولايات المتحدة رأى إيميل سكودا غطاء الرأس الشهير للهنود الحمر، السكان الأصليين لأمريكا والذي كان مغطى بالريش. أعجب به لدرجة أنه رسم هندي أحمر بغطاء الرأس بخمس ريش، بقفل دائري وسهم. هناك رواية أخرى أكثر شاعرية: كان يعمل في منزل سكودا خادم من أمريكا والذي استوحيت منه الصورة الرومنسية للهنود الحمر والحرية.
البعض ينسب الشعار للمدير التجاري للشركة تي. ماغليتش، الذي رسم على ورقة ملامح رأس هندي أحمر بغطاء الرأس التقليدي ذو الريش داخل دائرة. الصورة كانت تفسر بالشكل التالي: الإنتاج اللامتناهي ترمز له الدائرة، أما دقة السهم، الرؤية البعيدة كما عين الهندي الأحمر، أما الريش رمز للسرعة والتطور.
مهما كان، في يومنا يفسر الشعار كالتالي: "رأس الهندي الأحمر" أصبح دائرة أو مسنن ما يدل على عملية الإنتاج اللامتناهية. السهم يرمز للابتكارات الحديثة، الدقة والجودة العالية. العين هي النظر للمستقبل والقدرة على رؤيته. أما الاجنحة هي الحركة للأمام والتطور.
اليوم شركة سيارات "سكودا" التي نظمها شخصين عاديين والذين اتبعوا مبدأ "إن كنت تريد شيئاً ممتازاً فاصنعه بنفسك"، هي واحدة من أهم محركات الاقتصاد في جمهورية التشيك. على فكرة "الفالتسلافين" المؤسسين لم ينسيا. الإصدارات الأرقى من سكودا والأعلى فئة تحصل على اسم Laurin & Klement. هكذا الفكرة التي ولدت بين هاويين للدراجات الهوائية مع الزمن تحولت لعملاق صناعة سيارات، سياراته محبوبة حول العالم. سيارات سكودا تباع في أكثر من 100 دولة حول العالم، في عام 2018 فاق إجمالي المبيعات حول العالم 1.25 مليون وحدة. ماركة سكودا محبوبة جداً في التشيك. غالبية السكان يركبون الموديل أوكتافيا. وهذا الخيار كما تدل الاستبيانات ناتج عن الفخر بصناعة السيارات الوطنية.
سيارات سكودا تباع في أكثر من 100 دولة حول العالم، بمحصلة عام 2018 فاق إجمالي المبيعات حول العالم 1.25 مليون وحدة. ماركة سكودا محبوبة جداً في التشيك. غالبية السكان يركبون الموديل أوكتافيا.
حقائق مثيرة
تدعم سكودا رياضة الهوكي على الجليد لوقت طويل جداً، لدرجة أنها دخلت موسوعة غينس للأرقام القياسية. يرعى صانع السيارات هذا البطولات التشيكية رسمياً لأكثر من 20 عاماً على التوالي، وتورد وسائل النقل للمشاركين في بطولات العالم في الهوكي على الجليد لأكثر من هذا الزمن بكثير. من يعرف أنه على كل سيارات سكودا ما قبل الحربية كان المقود من على اليمين؟ كل الأمر أنه قبل الحرب العالمية الثانية كان السير في التشيك يسارياً! أما المحركات التي كانت مركبة في الخلف كما في بورشه هل سمعت بها؟ نعم، منذ عام 1964 وبعدها عقدين كانت المحركات في سيارات سكودا متموضعة في الخلف حصراً.
كلمة أوكتافيا أصلها من الكلمة اللاتينية Octava أي "الثامنة". السيارة التشيكية سميت بهذا الاسم لأن الموديل كان ثامن موديل ينتج بعد الحرب العالمية الثانية. وهي كانت الأولى التي أنهت حقبة المحركات المتموضعة في الخلف.
أوكتافيا الجديدة مصنوعة على القاعدة الموحدة A4 (PQ34)، المطورة خصيصاً للسيارات من فئة الغولف في VW Group. لذلك هي موحدة مع سيارات أخرى من مجموعة فولكسفاكن، "أخواتها": فولكسفاكن غولف/بورا MK4 1J، أودي A3 Mk1 8L، سيات ليون Mk1 1M وحتى فولكسفاكن بيتل وأودي تي تي! أوكتافيا هي الموديل الأكثر انتشاراً من سكودا. إذ طوال فترة إنتاجها أنتج أكثر من ست ملايين سيارة بهذا الاسم! حتى الآن مع وجود الجيل الثالث وحتى الرابع من أوكتافيا لم ينخفض الطلب على هذا الموديل الأسطوري.
هل سمعت عن اللغط باسم أول إس يو في بـ7 مقاعد من سكودا "Kodiaq"، والتي بإمكانها إيساع أشخاص مهما كان طولهم وحجمهم؟ في البداية سموها "Snowman" أي "الرجل الثلجي"، ليلمحوا بذلك أنها مخصصة لأناس من أي حجم بفضل الصف الثالث من المقاعد. ثم ظهرت فكرة استيحاء الاسم من أكبر دب بني على الكوكب، الكادياك الذي يعيش في جزيرة ألاسكا. وتم اعتماد هذا الاسم! هكذا ظهرت Škoda Kodiaq، المصنوعة على قاعدة Volkswagen Group MQB، التي صنعت عليها على فكرة فولكسفاكن تيغوان من الجيل الثاني. مع هذا للإس يو في التشيكية إصدار بـ7 مقاعد. وتفوق "أخواتها" سواء بالقياسات الخارجية أو الداخلية.
سميت Škoda Kodiaq تيمتاً بأكبر فصيلة دب بني على الكوكب: كادياك والذي يعيش في جزيرة ألاسكا. أما الاسم Octavia جاء من الكلمة اللاتينية octava والتي تعني "الثامن". كانت سكودا أوكتافيا الموديل الثامن الذي أنتج تحت ماركة سكودا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
عدا "العملاق" كودياك تنتج سكودا إس يو في صغيرة: كاروك التي جاءت خلفاً لسكودا ييتي، السيارة العائلية الصغيرة Scala، الإس يو في الصغيرة Kamiq. هناك سيارات من الفئة الصغيرة: سكودا رابيد وسكودا فابيا. كما هناك أيضاً سكودا سوبيرب، التي يمكن اعتبارها "Large family car" أو سيارة من فئة رجال الأعمال، أياً كنت تفضل أكثر!
على فكرة، اليوم كل موديلات سكودا مزودة بناقل سرعات Direct Shift Box (DSG). هي ليست مجرد ناقل أوتوماتيكي! هي تجمع في نفسها كلاتشين وناقلين سرعات مختلفين! بفضل هذا تغيير السرعات يتم بشكل آني تقريباً، أما بدينامكيتها يمكن مقارنة ناقل السرعات هذا باليدوي! لهذا ينتظرك تنقيل سريع، دقيق في أي وضع قيادة إضافة لاستهلاك منخفض للوقود. كما تؤكد سكودا بنسبة 22٪ أقل من الناقل الأوتوماتيكي التقليدي! يضمن هذا الناقل تنقلاً مريحاً سواء على الطريق السريع أو في السير المزدحم للمدينة.
سكودا قطعت طريقاً طويلاً من إنتاج الدراجات الهوائية حتى إنتاج السيارات الأيقونية. من الموقف المحرج لأسطورة. في تاريخها كان هناك نجاحات وفشل، اتحادات وتغييرات جذرية، كلها صقلت شخصية الشركة وسمحت لها بإنتاج موديلات مواكبة للزمن، مطلوبة وموثوقة. تحت إدارة فولكسفاكن تمضي سكودا قدماً، دون تخفيض حجم الإنتاج. بحلول عام 2022 ننتظر 30 موديل جديد، من بينها 10 موديلات من السيارات الكهربائية والهجينة.
