سمارت.. مرسيدس الصغيرة
Smart Automobile هي قسم من الشركة الألمانية Daimler AG، الذي يتخصص بإنتاج سيارات من الفئة فائقة الصغر تحت ماركة بنفس الاسم. لذلك سمارت هي مرسيدس صغيرة. أصبحت سمارت أنجح مشروع في عالم السيارات الصغيرة. يشتريها الناس الذين يحبون تجاوز صعوبات ازدحام المدينة بسيارة مريحة وجميلة، من تصنيع واحد من رواد صناعة السيارات. سمارت اليوم - هي سيارات فاخرة فائقة الصغر، مريحة وعملية، وحتى مع إمكانية تخصيص ألوان الصالون لتتلائم مع ألوان الهيكل.
البنزين يصبح أغلى يوماً بعد يوم والديزل أيضاً سعره لا ينخفض. المساحات تتقلص، أماكن ركن السيارات تصبح مأجورة. ومن الصعب العثور على مكان فارغ. ازدحام مستمر، الطرق مكتظة. لذلك بحسب رأي الكثير من الخبراء ستنتهي قريباً حقبة السيارات الكبيرة والقوية. أوروبا وآسيا تنتقلان منذ زمن للسيارات الصغيرة، القادرة على التنقل والركن في الطرق الضيقة والمكتظة. لذلك الحل كما يرونه هو إنتاج سيارات صغيرة على أساس سمارت. اليوم يمكن أن نؤكد بكل ثقة أن سمارت هي أنجح مشروع للسيارات الصغيرة.
الآن تباع سمارت في 46 دولة في آسيا، أمريكا الشمالية والجنوبية، أفريقيا، أستراليا وأوروبا. بداية عام 2015 فاق إجمالي مبيعات سيارات الماركة 1.7 مليون وحدة. يبقى مشترو سمارت الرئيسيين أناس يفضلون تجاوز صعوبات المدن المكتظة بسيارة مريحة وجميلة، من صنع واحد من رواد صناعة السيارات العالميين.
مما بدأ كل شيء
بدأ تاريخ هذه السيارة "اللعبة" من الساعات السويسرية. مدير شركة Swatch السويسرية نيكولاس هايك كان يرغب بشدة في صناعة سيارة صغيرة حقيقية، والتي ستكون إعلاناً "على عجلات" لمنتجات الشركة، لكن هذا من جهة واحدة فقط. أما من جهة أخرى لم يكن هناك سيارة كهذه بعد! وستكون ضرورية في أوروباً مثلاً بشوارعها الضيقة وصعوبات ركن السيارة. فهم السويسري أن منتجو السيارات تجاهلوا قطاعاً كبيراً من المشترين: الناس الذي يرغبون بشراء سيارة صغيرة، اقتصادية ومع هذا جميلة ومريحة للمدينة.
وبدأ العمل على مشروع Swatchmobile على قدم وساق. بحسب فكرة هايك كان على السيارة أن تكون بمقعدين، صغيرة للغاية وأن يكون لها محرك هبريد. بالطبع، بالنسبة لشركة تنتج ساعات من الصعب تنظيم إنتاج سيارات وإنشاء شبكة من الوكلاء والموزعين. فولكسفاكن لم تكن مناسبة، لأنها في ذلك الحين كانت تصنع سيارتها فائقة التوفير للوقود بأربعة مقاعد، والتي تحولت لاحقاً للموديل Lupo 3L، والتي كانت تحتاج لـ3 لتر من الوقود لـ100 كم من الطريق.
تاريخ السيارة اللعبة بدأ من الاسم Swatch Mercedes Art أو بالمختصر Smart والتي تترجم عن الانكليزية كـ"الذكي" و"الجميل"!
بعد البحث الطويل عن الشركاء تم اتخاذ القرار! أسست Daimler-Benz وSwatch شركة Micro Compact Car AG (MCC) لتصنيع "السيارة-الساعة". حصل هذا الحدث عام 1994 وبدأت حقبة أول سيارات سمارت. لكن السيارة الجديدة لم تحصل على اسم Micro أو MCC كما يمكن التوقع. إذ حين كانت تحل مسألة اسم السيارة المستقبلية أراد صانع الساعات السويسري تخليد اسم شركته Swatch أما مرسيدس لم توافق على هذا. اضطروا لحل وسط. هكذا ظهرت Swatch Mercedes Art أو بالمختصر Smart والتي تترجم عن الانكليزية كـ"الذكي" و"الجميل"! تعاون شركة الساعات وشركة السيارات على الرغم من بعض الخلافات مستمر إلى اليوم.
في عام 1995 رأت النور أول سيارة Smart، التي عرضت في معرض السيارات الدولي في فرانكفورت. على فكرة على الرغم أن Smart أسسها الألمان والسويسريون، لكن تجمع السيارة في فرنسا في بلدية أمباك، حيث تم بناء المصنع الذي اكتسب بسرعة الاسم Smartville. في عام 1997 تم افتتاح مصنع التجميع الذي حضره رئيس فرنسا جاك شيراك والمستشار الألماني هلموت كول. بدأ إنتاج سمارت في 1 يونيو 1998.
كانت مهمة مرسيدس صناعة سيارة، بحيث تكون بأصغر قياس ممكن وتبقى سيارة متكاملة وعملية وآمنة لأقصى الدرجات. إنها مرسيدس! لذلك بغية التوصل لهذا الهدف كان عليها صناعة شيء جديد كلياً. هكذا أصبح قفص الأمان هو البنية الحاملة والمصنوع من أنواع من الحديد الصلب، والذي كانت تركب عليه ألواح الهيكل القابلة للفك من البلاستيك. من أجل جعل التحكم أفضل للسيارة الصغيرة بحيث تحافظ على حجمها تم استخدام نظام تعليق خلفي من نمط دي-ديون النادر الاستخدام، العضاضة التي يمكنها الالتواء!
جميلة، ذكية ومختلفة للغاية
سمارت الصغيرة والجميلة كانت لعبة في البداية للناس الذين يحبون أن يكون في كراجهم سيارات لمختلف احتياجات الحياة. في حينها قليل من كان ينظر إليها كسيارة وحيدة وأنها وسيلة نقل حقيقية. بعد أن فهمت الشركة منطق المشترين قررت Daimler-Benz جذب المشترين على حساب زيادة عدد إصدارات السيارة. هكذا ظهرت الإصدارات المتنوعة من سمارت.
"فورتو" أي سيارة لشخصين، وهي السيارة "البكر" التي أنتجتها الشركة وأصبحت معياراً للتطور اللاحق لسلسلة الموديلات. كانت صغيرة، بسيطة، كان فيها الحد الأدنى من الراحة وكانت "نقطة الانطلاق" لتحسين الموديل. Smart ForTwo الجديدة تزود بمحرك باستطاعة 84 حصان، وتركت في الماضي محركها الضعيف ذو الـ45 حصان. عرض المنتج الجيل الثالث من فورتو عام 2014. هذه السيارة تختلف بشكل ملحوظ عن سلفها سواء من الناحية التقنية أو بمظهرها الخارجي. تشارك قاعدتها مع Renault Twingo. ومهما حاول المهندسون كان عليهم زيادة قياسات السيارة وأصبحت أكبر قليلاً: بـ8 مم بالطول و10 مم بالعرض. فورتو كابريو هي كابريوليه فريدة على أساس فورتو بسقف قابل للطي.
Smart Electric Drive (ED) – حققت أخيراً حلم هايك بهبريد صديق للبيئة، لكن القادرة على التنقل ليس أسوأ من سيارة بمحرك ذو احتراق داخلي. حصلت على بطاريات بتقنية إيونات الليثيوم من Tesla Motors. بإمكان السيارة قطع مسافة 135 كيلومتر بالشحنة الواحدة.
Crossblade هي سيارة للنزهات في الطقس الجيد، ليس لها لا سقف ولا زجاج ولا أبواب. Roadster هي سيارة رياضية بمقعدين بتصميم غريب للغاية وحتى معقد. ForFour هو شيء غير تقليدي لسمارت، عبارة عن هاتشباك كبيرة ومريحة، لكن مع هذا فائقة الصغر كما يجب أن تكون سمارت. تتميز السيارة بحلول تصميمية متقدمة، مصروف قليل للوقود ومواصفات حركية لا بأس بها. كما يجب ذكر الإصدار الرياضي Smart من Brabus. زودت بمحرك 177 حصان بضاغط توربو، بفضله كانت السيارة تتسارع لـ100 كم/سا خلال 6.9 ثانية، أما السرعة القصوى تبلغ 221 كم/سا.
على مدى وجودها خضعت سمارت لتحديثات على عدة "درجات من العمق". تغير وقت التسارع لـ100كم/سا. اليوم يبلغ هذا الوقت 11 ثانية بدلاً من 17 في السابق. السرعة القصوى وصلت لـ145 كم/سا وليس 110 كما كان في السابق. استهلاك الوقود في سمارت غير كبير 6 ليتر فقط لـ100 كم/سا في المدينة. لكن المشترين المحتملين الذين ينظرون في شراء سمارت لا ينظرون لكل هذه الأرقام. بالنسبة لهم قيمة هذه السيارة ليس في استهلاك الوقود أو السرعة، بل في أيقونيتها.
على فكرة على الرغم من "الهشاشة" التي تبدو عليها سمارت، هذه السيارات كما تقول مرسيدس حتى في حال التصادم القوي تعطي لسائقها وراكبها "فرصاً ممتازة بالنجاة". كيف عرفوا ذلك؟ صادموا مرسيدس من الفئة S بسمارت الجديدة بسرعة 50 كم/سا. وزن مرسيدس ضعف وزن سمارت! مع هذا الدمى في سمارت بقيت "حية"!