فولفو.. الأمان فوق كل شيء
فولفو Personvagnar AB هي شركة لإنتاج السيارات السياحية ماركة Volvo، في السوق العالمية معروفة أكثر باسم Volvo Car Corporation أو بالمختصر Volvo Cars. سياراتها تعتبر واحدة من الأكثر أماناً في العالم. جعلت أمان سياراتها أساس توجهاتها. بالمحصلة كل أنظمة الأمان المنفعل الموجودة في السيارات اليوم سائقوها مدينين بها لـVolvo، بما فيها نظام ABS الذي تم اعتماده عام 1984، والذي من الصعب اليوم تخيل سيارة بدونه. اليوم يباع في العالم حوالي 500 ألف سيارة فولفو جديدة كل عام*. *بحسب بيانات عام 2018/2019
في تلك الأيام التي كانت فيها شركة Volvo Group موحدة وتنتج السيارات السياحية والشاحنات والباصات والمحركات باعت عام 1999 قسم سياراتها السياحية Volvo Cars لشركة Ford لقاء 6.45 مليار دولار. ويجب القول أن فولفو كانت هناك برفقة جيدة! كانت Volvo من ضمن Premier Automotive Group وهي قسم من Ford Motor Company والذي وحد ماركات أوروبية راقية مثل: Jaguar، Daimler، Land Rover، Aston Martin، Lincoln. وكل شيء كان على ما يرام وحتى قامت بتوسيع الموديلات المعروضة وأنتجت إس يو في جديدة Volvo XC60... لكن...
باعت Ford شركة Volvo Personvagnar والماركة التجارية وشعار Volvo للشركة الصينية Geely Automobile Holdings Limited.
لكن بدأت الأزمة المالية العالمية عام 2008. تم تخفيض عدد موظفي Volvo Cars بشكل كبير وكانت Ford تستعد للإفلاس ولذلك قررت بيع فولفو. بحسب الشائعات كانت BMW AG و Volkswagen تنويان شراء Volvo Cars وحتى المستثمرون الروس. لكن الصينيين سبقوا الجميع. بحسب الشائعات عرضت Geely Group Holdings Co. لشراء Volvo مبلغ 1.5 مليار دولار إضافة لبعض الاستثمارات في فورد... هكذا وبعد 11 عاماً باعت فورد موتور شركة Volvo Personvaganar لقاء 1.8 مليار دولار، إضافة للعلامة التجارية والشعار لشركة Geely Automobile Holdings Limited، واحدة من أكبر شركات السيارات الصينية والتي ضمن قائمة أكبر 500 شركة في العالم. هكذا كان طريق Volvo Cars من الماركة السويدية الوطنية المحبوبة إلى أحد أقسام العملاق الصيني Geely.
لكن على الرغم أن رسمياً فولفو لم تعد ماركة سويدية، بقيت الروح السويدية فيها! في الوقت الحالي ماركة Volvo مملوكة للسويديين والصينيين. والحقوق الفكرية لابتكارات الماركة السويدية بقيت لـVolvo.
كيف ولدت الماركة الشهيرة
كلمة "Volvo" أو volvo، volvi، volutum، volvere تترجم عن اللاتينية كـ"الدحرجة"، "التدحرج"، "التدوير". وانتقلت هذه الكلمة من الشركة الأم، الشركة السويدية لصناعة الآليات SKF، أكبر منتج للمحامل (الرومانات) في العالم، والتي انفصلت عنها شركة Volvo عام 1926.
كان هناك شابين سويديين في بداية القرن الـ20. الأول أسار غابريلسون، حامل درجة البكالوريوس في الاقتصاد وإدارة الأعمال، كان ينوي حتى بيع بيض الدجاج الروسي. ولولا ثورة عام 1917 في روسيا لكنا ما عرفنا ماركة السيارات فولفو. الثاني غوستاف لارسون، مهندس، خريج الجامعة التقنية. كلاهما كانا يعملان في SKF: أسار كان ممثلاً تجارياً، غوستاف مهندساً. كلاهما كان يحب السيارات، لكن لم تعجبهم تلك السيارات التي كانت تباع في السويد حينها. لم تكن تلك السيارات مأقلمة للمناخ السويدي القاسي! وكلاهما كانت لديهم فكرة صناعة سيارة جديدة من الصفر، دون استخدام نماذج أخرى واستثمروا في هذا أموالهم الخاصة بهذا المشروع. لارسون رسم بيديه مخطط الموديل الجديد، وقام بتطوير محرك لها، أما غابريلسون كان يزور المصانع واحداً تلو الآخر بحثاً عن أفضل أنواع القطع. هكذا عام 1926 رأت النور أول سيارة سويدية، الفايتون المصنوعة على أيدي هؤلاء الهواة.
كانوا يطلقون اسماءً على كل سيارة. تقليد إعطاء الأسماء للأشياء موجود في الدول الاسكندنافية منذ زمن الفايكينغ. لارسون وغابريلسون، الفايكينغ الحقيقيين كان الأمر بالنسبة لهم سخرية بإطلاق الأسماء على سياراتهم. لم يكونوا يحبون اللون الأسود، لذلك أول سيارة لهم كانت بلون أحمر فاقع وسموها "لارسون" نسبة للفنان السويدي والذي كان يستخدم اللون الأحمر في جميع لوحاته. السيارة الخضراء-الزرقاء أطلقوا عليها اسم "حورية البحر" نسبة لرمز الدولة. وحين جاء أخيراً وقت السيارة السوداء، سموها بـJakob في ذكرى الفيلسوف الألماني ومحلل الظواهر الغريبة يعقوب بيومي، والذي قال أن اللون الأسود هو شيء عجيب وسر لا يمكن تفسيره. هكذا ظهرت أول فولفو جاكوب، سيارة بـ4 أبواب بصالون منجد بالجلد وسقف كشف، قادرة على التسارع لـ90 كم/سا.
الاسم والشعار
"أتدحرج وأدور" أو بالمختصر "فولفو"!
عرض اسم Volvo مجلس إدارة شركة SKF والتي بالمحصلة استثمرت في هواة تصنيع السيارات. ماركة "فولفو" عبرت الزمن دون تغييرات تذكر. "أدور وأتدحرج" أو بالمختصر "Volvo" هي سهولة الحفظ وسهولة اللفظ بأية لغة، ويذكر بجذور الماركة، وترمز للمستقبل المشرق لماركة السيارات الجديدة.
شبكة المبرد "المشخوطة" وشعار يرمز للحديد من إبداع الفنان السويدي، النحات والمصمم الصناعي هيلمر ماس أولي. كان على الشعار أن يدل على موثوقية ورجولية السيارة المصنوعة لأولئك الذين لا يخافون ويعيشون حياة مليئة بالمغامرات. لذلك تم اختيار رمز الحديد - البداية الرجولية والإله مارس، والذي يثبت على شبكة المبرد بخط حديدي. هذا الحل البسيط أصبح لاحقاً العلامة المميزة لماركة Volvo.
في عام 1935 حصلت Volvo على الاستقلال الكامل عن SKF. في عام 1958 حصل السويديون على براءة اختراع على أول حزام أمان بثلاث نقاط تثبيت! وهم نفسهم أول من زود صالون السيارة بوسائد الأمان الجانبية, هكذا في 50نات القرن الـ20 أصبحت Volvo واحدة من أوائل شركات السيارات في العالم والتي تركز جهودها على أمان السائق والركاب. بالمحصلة جعلت فولفو الأمان التوجه الرئيسي لنشاطاتها! بالمحصلة تقريباً كل وسائل الأمان المنفعل الموجودة اليوم في عالم السيارات هي بفضل شركة Volvo تحديداً، بما فيها نظام ABS الذي استخدم لأول مرة عام 1984 والذي يصعب اليوم تخيل أية سيارة حديثة من دونه.
تقريباً كل أنظمة الأمان المنفعل الموجودة اليوم في عالم السيارات يدين السائقون حول العالم بها لـVolvo.
اليوم يباع في العالم حوالي 500 ألف سيارة فولفو جديدة سنوياً. أكبر أسواق البيع هي الصين، السويد، الولايات المتحدة، بريطانيا وألمانيا. الموديل الأكثر مبيعا Volvo XC60. لجنة Euro NCAP (The European New Car Assessment Programme( أي البرنامج الأوروبي لتقييم السيارات الجديدة منح Volvo XC60 أعلى تقييم للأمان في فئة "الإس يو في الكبيرة" عام 2017. أما عام 2018 في معرض سيارات نيويورك أصبحت XC60 الجديدة صاحبة لقب "سيارة العالم للعام".
واحد من آخر شعارات فولفو يقول، أنه عدا سياراتهم هناك الكثير من الأشياء الرائعة في الحياة. تذكر هذا عند شرائك سيارة ماركة فولفو!