
السيارة الكهربائية.. نبحث عن أجوبة الأسئلة الهامة: ما مكاسب امتلاكها وكم ستخدم البطارية
بما أن السيارات الكهربائية ظهرت بشكل كمي منذ فترة قصيرة نسبياً، مازال لدى العديد من مالكي السيارات شكوك اتجاهها. المسائل الرئيسية: ما مدى ربحية امتلاك سيارة تعمل بالبطاريات مقارنة بالسيارة العاملة بالوقود الكربوني وكم ستخدم البطارية وماذا سيحصل بالسيارة بعد 3-5 سنوات. لنحاول أن نعثر على الإجابات، إذ شهر عن شهر يزداد الطلب عليها باستمرار. المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية عام 2022 فاقت الـ10.2 ميلون وحدة. بحسب التوقعات في عام 2030 سيباع أكثر من 17 ميلون سيارة كهربائية جديدة.
المكسب ومكوناته
مصاريف تشغيل وسائل النقل تتكون من مصاريف البنزين، سعر التخديم، الصيانة والحفظ، إضافة للضرائب والتأمين. من بعض النواحي مصاريف السيارة الكهربائية أقل. هكذا في إسرائيل مثلاً هناك ضريبة مخفضة على شراء السيارات الكهربائية: 20٪ من السعر. مقارنة مع شراء سيارة بمحرك الاحتراق الداخلي من بينها سيارات الهبريد يمكن أن تصل الضريبة حتى 83٪، هذا فارق كبير. أما أول 3 سنوات من امتلاك السيارة الكهربائية ستكون الضريبة السنوية 2.5٪ للسيارات الجديدة.
من جهة، يخصم من الضريبة على شراء السيارة العادية 83٪ مبالغ تصل لـ16 ألف شيكل والذي يتم تحديده من مستوى التلويث الذي تتسبب به وسيلة النقل. من جهة أخرى تزداد الضريبة على شراء السيارات الكهربائية عام بعد عام: كانت 10٪، أصبحت 20٪، في بداية عام 2024 ستزداد الضريبة لـ35٪، أما بعد عام 2024 ستعيد الحكومة "حساب التوجه الجديد". عن جميع التغيرات في ضرائب السيارات في إسرائيل يمكنك القراءة هنا.
عدا أن السيارة الكهربائية لا تحتاج للوقود الذي يكلف بعض الأحيان مبالغ ملموسة، لا تحتاج لاستبدال زيت المحرك، زيت ناقل السرعات، قشط أو جنازير جهاز توزيع الغازات، شمعات الإشعال، الفلاتر وغيرها. يبقى فقط سائل التبريد الذي يبرد البطارية، الزيت في مخفض الحركة (مرة كل 30000 كم) وتخديم نظام التعليق والأنظمة المساعدة مثل الأضواء. شيء آخر سيعجب السائق: عزم قوي فور الانطلاق غير المتاح لمحركات الاحتراق الداخلي.
سعر تملك واستخدام السيارة الكهربائية أصبحت تساوي، وفي بعض الأحيان أصبح أقل من امتلاك سيارة تعمل بالبنزين أو الديزل وذلك بحسب بيانات Financial Times التي أشارت لمعلومات شركة التمويل الإيجاري LeasePlan. على الرغم من السعر المرتفع للسيارات الكهربائية، مصاريف إعادة شحنها تشكل حوالي 15٪ من كلفة التملك مقابل 28٪ في سيارات الديزل. السيارات الكهربائية في جميع القطاعات والدول الأوروبية سعرها نفس الشيء أو أقل من مجمل مصاريف التملك مقارنة بسيارات البنزين أو الديزل.
في LeasePlan قاموا بحساب كلفة تملك سيارة عائلية عادية مثل فورد كوغا وشكودا إنياك iV الكهربائية. بالنتيجة الكلفة كانت متساوية أو كانت السيارة الكهربائية أرخص في 19 من 22 دولة أوروبية من بينها بريطانيا، فرنسا، ألمانيا وهولندا.
كما قامت Tesla ببحث مثير للاهتمام. قارنت سعر امتلاك تسلا موديل 3 بالإصدار Standart Range Plus مع السيدان الأكثر شعبية في الولايات المتحدة تويوتا كامري والسيدان الألمانية الفاخرة بي إم دبليو الفئة 3. حسب الأرقام، أول 5 سنوات من التملك أو 60 ألف ميل (96500 كم) من المسافة المقطوعة ستكلف كل من السيدان البنزين اليابانية والسيارة الكهربائية الأمريكية نفس الشيء تقريباً لمالكها. مع هذا السيارة الكهربائية الأمريكية أربح من منافستها البنزين الألمانية. أما بعد 5 سنوات من التملك ستكون تسلا الأقل تكاليفاً بين الجميع.
البطارية
أولى البطاريات كانت قادرة على العمل لـ5-7 سنوات. اليوم يعتبر الخبراء أن غالبية البطاريات الحديثة قادرة على الخدمة قبل ضرورة استبدالها 10 أو حتى 20 سنة. هذا أمر هام للغاية بما أن وحدة البطاريات هي أغلى جزء في السيارة الكهربائية، سعرها وسطياً حوالي 5000 دولار (معلومات عام 2022). يمكن أن يصل سعر بطارية السيارة الكهربائية حتى 50٪ من إجمالي المبلغ ومع هذا تبلغ فترة خدمة البطاريات اليوم من 1000 حتى 1500 دورة شحن/تفريغ (من 200 حتى 500 ألف كم)، بعدها تتطلب الاستبدال.

عموماً انخفض سعر البطاريات خلال السنوات العشر الأخيرة بنسبة 89٪. السبب تطور التقنيات التي سمحت بجعل كلفة الكيلوواط/ساعي (المعيار الأساسي لسعة البطارية) من 1160 دولار عام 2010 حتى 128 دولار عام 2022. أي 10 أضعاف تقريباً خلال 12 عاماً. يتعتبر أن هذا الرقم سيستمر بالانخفاض وسيصل لمستوى 90 دولار للكيلوواط/ساعي. بالمحصلة النهائية إنتاج السيارات الكهربائية الغالية إلى الآن سيتساوى مع تكاليف إنتاج السيارات بمحركات الاحتراق الداخلي.

البطاريات في السيارة (كما في الحاسب المحمول أو الهاتف الذكي) تتدهور باستمرار، أي تفقد إمكانيتها في حفظ الطاقة وتنخفض سعتها. كما أنها مخصصة لألا يتم تفريغها بالكامل. لكن التراجع يتم أبطأ حتى مما هو في بطاريات الأجهزة الإلكترونية: عدة آحاد من النسب المئوية من السعة خلال عدة سنوات. بهذا بطارية تسلا موديل S تفقد 5٪ فقط من سعتها الابتدائية خلال أول 80000 كم من المسافة المقطوعة.

السبب الرئيسي لتدهور البطارية هو درجة الحرارة الزائدة. في المناخ الحار لإسرائيل ستخدم البطارية أقل مما يمكن أن تخدم في مناطق معتدلة. عموماً استبدال البطارية بعد 5 وخاصة 10 سنوات سيكلف بجميع الأحوال أقل من تخديم سيارة بمحرك احتراق داخلي كل هذه السنوات.

لإبطاء عملية تدهور البطارية لا يجب وصل البطارية بالشاحن كل ليلة: كلما قل عدد دورات الشحن-التفريغ كلما زاد عمر البطارية. كما يضر تفريغ البطارية بالكامل أو الاستخدام الدائم لمحطات الشحن السريع بالتوتر المستمر: الشحن الأبطأ بالتيار المتناوب من الشاحن المنزلي يزيد من عمر البطارية. السبب في أن الشحن السريع يسخن البطارية وهذا يتسبب بتدهور سعتها بشكل أسرع.