كارما.. هبريدات كثيرة ومتنوعة
كارما (Karma) أو الاسم الكامل Karma Automotive هو منتج سيارات أمريكي- صيني ينتج سيارات رياضية فاخرة بمنظومات هبريد أو كهربائية بالكامل. أشهر منتج من هذا المصنع السيارة الخارقة كارما ريفيرو، التي تعمل بمبدأ الهبريد المتسلسل حصلت على جائزة "السيارة الفاخرة الخضراء للعام" حسب مجلة Green Car Journal عام 2018. الشركة الأمريكية بمقر في إرفاين (ولاية كاليفورنيا، الولايات المتحدة) مملوكة لمنتج قطع السيارات الصيني Wanxiang. بالغالب موديلات الماركة ممثلة في السوق الأمريكية وكندا، لكن إدارتها مليئة بالإرادة توسيع قنوات البيع : بلدان أوروبا والشرق الأوسط، كما تعقد آمالاً كبيرة على الصين حيث ظهرت كارما عام 2021. للشركة خطط كبيرة لتوسيع سلسلة الموديلات. عدا هذا أعلنت الخروج للأسواق كمورد OEM، الآن تعرض كارما قاعدتها المجزأة E-Flex بإصدارها الهبريد لمنتجي السيارات: من الأمام تزود بمحرك توربو من BMW، على المحور الخلفي محركين كهربائيين. تم تحضير 22 خياراً من القاعدة والتي تختلف بمكان تموضع البطارية، استطاعة المحركات الكهربائية وتفاصيل أخرى. يؤكد المطورن أن Karma E-Flex Platform تناسب لصناعة مختلف أنواع السيارات من السياحية العادية، السيارات الرياضية، الفانات التجارية وغيرها. هناك حتى تحضير لتركيب نظام القيادة الذاتية. بالطبع يبقى علينا أن نأمل أن تنتج عدداً أكبر من الهبريد، لكن دائماً من المثير أن نتعرف كيف بدأ كل شيء.
أول هبريدد متسلسل تم ابتكاره في بدايات حقبة صناعة السيارات من قبل فيرديناند بورشه: النموذج العامل Lohner-Porsche Hybrid ظهر عام 1901. في نظام الهبريد المتسلسل كان محرك الاحتراق الداخلي يلعب دور المولد الكبير: هو مركب تحت غطاء المحرك، لكن ليس مربوط بأي شكل بالعجلات. دورات المحرك دائماً مثالية، ناقل السرعات أيضاً غير مطلوب. المهمة الوحيدة أمام المحرك هي توليد التيار الكهربائي للمحرك الكهربائي الذي يدير عجلات السيارة. فعلياً الهبريد المتسلسل هي سيارة كهربائية مستقلة لا تتطلب الشحن من المقابس الكهربائية. هذه الهبريد فعالة في ظروف التوقفات الكثيرة أثناء الحركة والظروف التي ليس فيها حركة على سرعات عالية، لكن العزم الجيد مطلوب. وسائل النقل العامة في المدينة مثلاً أو فانات توصيل الطلبات. في وسائل النقل السياحية نادراً ما يستخدم الهبريد التسلسلي بسبب خسائر كبيرة في الطاقة، لكن هناك أمثلة عليها: شيفروليه فولت مثلاً وتوأمها أوبل أمبيرا. لكن لم تنجح مبيعاتها مع هذا.
فيسكر كارما
بدأ تاريخ كارما عام 2007 حين قام المصمم السابق في Aston Martin هينريك فيسكر بتأسيس شركة Fisker. في عام 2011 أنتجت شركة Fisker Automotive هبريد قابل للشحن السيدان الرياضية فيسكر كارما بمسافة مقطوعة على الكهرباء لوحدها 80 كم. تم تجميعها ليس في كاليفورنيا حيث يقع مقر شركة Fisker بل في مصنع Valmet Automotive في فنلندا. نجحت الشركة في بيع حوالي 2450 سيارة، السعر في الولايات المتحدة كان يبدأ من 102000 دولار مقابل الموديل الابتدائي.
منظومة الحركة - هبريد متسلسل: تحت غطاء المحرك الطويل تم تركيب بشكل طولي محرك توربو بسعة 2 ليتر يعمل بالبنزين، لكن يحرك ليس العجلات بل مولد باستطاعة 175 كيلوواط والذي بدوره يغذي بطارية ليثيوم- فوسفات الحديد، التي تقع في النفق المركزي أما مستهلكي الطاقة محركين كهربائيين باستطاعة 150 كيلوواط على المحور الخلفي. حين ينتهي شحن البطارية (عند التسارع بشكل كبير) يبدأ محرك البنزين التوربو بالعمل. الاستطاعة الإجمالية للمنظومة 408 حصان، التسارع لمئة كان يستغرق السيارة 5.9 ثانية. سقف السيارة مغطى بالبطاريات الشمسية والتي تسمح بالحصول على طاقة إضافية ضرورية لعمل نظام التكييف مثلاً أو النظام الصوتي.
في نوفمبر 2012 كان المورد الوحيد للبطاريات لـFisker Automotive هي الشركة الصينية A123 Systems (اليوم هي شركة تابعة للشركة الصينية القابضة Wanxiang Group) أعلنت عن إفلاسها بعد حملتي استدعاء لبطارياتها. تم إيقاف إنتاج السيارة الرياضية بسبب غياب المورد الوحيد للبطاريات. بدأت في الشركة مشاكل مالية كبيرة، في مارس 2013 قدم هنريك فيسكر استقالته، أما في نوفمبر نفس العام أعلنت المحكمة عن إفلاس Fisker Automotive. منذ ذلك الحين افترقت طرق فيسكر وكارما: صنع فيسكر سيارته الكهربائية الخاصة فيسكر أوشن والتي هي عبارة عن إس يو في متوسطة الحجم بـ5 مقاعد كهربائية بالكامل، والتي سيبدأ إنتاجها في مصنع Magna Steyr في غراتس النمساوية.
كارما ريفيرو
لكن الشركة المفلسة تم شراؤها بسرعة: في فبراير 2014 أصبح المالك الجديد شركة Wanxiang والتي دفعت لقاءها 149 مليون دولار. الصفقة كانت تستثني ماركة Fisker والعلامات التجارية المملوكة لهنريك فيسكر. لذلك ظهرت شركة جديدة تحمل الاسم Karma Automotive. انطلقت تقريباً لنفس السيارة والتي حملت الآن الاسم كارما ريفيرو، والتي كانت الاختلافات فيها عن الموديل الأصلي من فيسكر أقل من المتوقع، لكن السعر كان أعلى وارتفع لـ130 ألف دولار. أصحاب الشركة الجدد قاموا ببناء مصنعهم الخاص في كاليفورنيا، والتجميع ليس يدوي بالكامل: في المصنع خط إنتاج متكامل وحوالي سبعين روبوت، وبفضل هذا زادت جودة الإنتاج التي كانت نقطة ضعف السيارات المنتجة تحت ماركة فيسكر.
من الخارج ريفيرو لا تختلف بشيء تقريباً عن كارما الأساسية: تضاريس مختلفة قليلاً للصدامات وتعديلات طفيفة في تصميم الجزء الأمامي. تتفاخر الشركة بشكل خاص بالشعارات التي تركب على الهيكل بشكل يدوي. التحديث الوحيد في الصالون هو نظام الترفيه الجديد برسوميات حديثة ودعم لـApple CarPlay.
منظومة الحركة بقيت كما كانت هبريد متسلسل: المحرك 2 ليتر بنزين متموضع بشكل أفقي بـ4 أسطوانات من GM باستطاعة 260 حصان، والذي يشغل مولد باستطاعة 175 كيلوواط، أما العجلات الخلفية يديرها محركين كهربائيين من الشركة الصينية JJE، استطاعتهما الإجمالية 409 حصان و1330 نيوتن متر (أكثر بـ30 نيوتن متر من السابق). بطارية إيونات الليثيوم جديدة لكن السعة لم تزد كثيراً: من 20.1 لـ21.4 كيلوواط/ساعي. ومع هذا لم تتغير المسافة المقطوعة على الكهرباء لوحدها الـ80 كم ذاتها. المسافة المقطوعة الإجمالية بالبطارية المشحونة بالكامل وخزان الوقود الكامل 483 كم.
زمن التسارع من مكانها لـ60 ميل في الساعة (97 كم/سا) انخفض لـ5.4 ثانية، السرعة القصوى كما في السابق محدودة عند 201 كم/سا. تغير هام الشاحن الجديد باستطاعة 6.6 كيلوواط (بدلاً من 3.3 كيلوواط في الموديل السابق): في حال سمحت الشبكة الكهربائية في مكان الشحن فيمكن شحن بطارية كارما ريفييرا بنصف الزمن من فيسكر كارما. البطارية الشمسية على السقف في اليوم الصحو يمكنها إنتاج طاقة تكفي 2.4 كم من المسافة المقطوعة. بحلول عام 2019 تم تحديث سلسلة الموديلات وظهرت الموديلات ريفيرو GT وريفيرو GTS.
كارما ريفيرو GT
للإصدار GT تصميم جديد للجزء الأمامي من الهيكل وخلفية معدلة بشكل طفيف، أما في الصالون تغير فقط المقود وفتحات التهوية. في الحقيقة التغييرات أكثر من ذلك بكثير. المنظومة الهبريد فعلياً جديدة. بدلاً من محرك التوربو بـ4 أسطوانات من GM أصبح المحرك بـ3 أسطوانات من BMW بحجم 1.5 ليتر غير مرتبط بالعجلات وظيفته الوحيدة توليد الطاقة. تتحرك السيارة بفضل محركين كهربائيين على المحور الخلفي، والتي تولد الآن إجمالي استطاعة 542 حصان بدلاً من 409. العزم الأقصى 746 نيوتن متر.
البطارية المركبة في النفق المركزي أيضاً جديدة، زادت السعة من 21.4 لـ28 كيلوواط/ساعي. أما المسافة القصوى المقطوعة زادت بفضل محرك BMW من 483 لـ579 كم. المحركات والأجزاء أصبحت أخف ما سمح بخفض وزن السيدان من 2452 لـ2290 كغ. زمن التسارع من مكانها لـ60 ميل في الساعة (97 كم/سا) انخفض من 5.4 لـ4.5 ثانية، السرعة القصوى محدودة عند 201 كم/سا. عدا هذا أصبح لكارما ريفيرو GT منظومة من المساعدات الإلكترونية والتي من بينها نظام الفرملة التلقائية ومثبت السرعة المتأقلم.
كارما بينينفارينا GT
الكوبيه Karma Pininfarina GT هي أول مشروع مشترك مع الاستوديو الإيطالي الشهير. السيارة ببابين و4 مقاعد مصنوعة على قاعدة الموديل ريفيرو GT، لكن لها هيكل خاص بها والتي تصميمها يلمح للموديلات المستقبلية للشركة. لم تعلن الشركة بعد عن الإنتاج التسلسلي للكوبيه لكن ليس من المستثنى أن يصدر هذا الموديل للأسواق.
كارما SC1 Vision
الرودستر Karma SC1 Vision تجسد النظرة للمستقبل البعيد. المثير أن مظهرها صنع في الشركة من دون مساعدة بينينفارينا، أما تصميمها استوحاه المصممون من الطائرة Hughes H-1 Racer موديل 1935. السيارة تخلت بشكل كامل عن محرك البنزين وتتنقل على الطاقة الكهربائية حصراً، ولو لم تكشف الشركة عن مواصفاتها بعد. في الصالون واجهة جديدة تتضمن شاشات إسقاط، نظام مراقبة العيون، ميزة التعرف البيوميتري على السائق وحساسات فوق صوتية. قسم الأمتعة يقع تحت الزجاج الأمامي، أما الوصول إليه يفتح من خلال أبواب ضخمة تفتح للأعلى. لكن إلى الآن هذا مجرد نموذج أي ثمرة خيال المصممين.
من آخر السيارات الجديدة المعروضة - الهبريدات المتسلسلة يجب لفت النظر للإس يو في الجميلة من الفئة الفاخرة من شركة دونغ فينغ - فويا فري، والتي بدأت مبيعاتها في يونيو 2021 وبدأت تصدر للنرويج. فيها إضافة لزوج المحركات الكهربائية محرك البنزين بحجم 1.5 ليتر باستطاعة 109 حصان. كل الطاقات تذهب للبطاريات: المحرك يعمل بدور المولد. يمكن للسيارة قطع مسافة تصل لـ140 كم على البطاريات أما المسافة المقطوعة الإجمالية المعلنة 860 كم. كل ما أردت أن تعرفه عن الهبريد وليس المتسلسلة منها فقط جمعناه هنا.
