لكزس.. سر النجاح
الفخامة (Luxury) والأناقة (Elegance) يقال أنه من هاتان الكلمتين نشأ اسم ماركة السيارات هذه. خذ الأحرف الأولى من الكلمات "Luxury EXport United States" (التصدير الفاخر للولايات المتحدة). ما النتيجة؟ صحيح، لكزس! هكذا يتضح من اسم لكزس أنها فئة السيارات "اللاكشيري". لكن إن صدقنا رواية تويوتا، كلمة Lexus ليس لها معنى خاص. لكن الكلمة لطيفة على المسمع وسهلة الحفظ. Lexus Devision أو بالمختصر Lexus هي ليست شركة سيارات تنتج سيارات تحت هذه الماركة. هي اسم الماركة نفسها أما تنتجها العملاقة Toyota Motor Corporation. لكزس هي قسم خاص ورسمي لشركة تويوتا، التي تعمل على مدى أكثر من 100 عام على إنتاج السيارات والشاحنات. تغادر خطوط إنتاجها سيارة كل عدة ثوان، أما في السنة تنتج ستة ملايين ونصف سيارة ماركة تويوتا.
بالأساس كما فهمت، كانت فكرة لكزس أساساً للسوق الأمريكية فقط. في السنوات الخمس الأخيرة تتصدر لكزس بلا منازع بين الماركات الفاخرة في الولايات المتحدة بعدد السيارات المباعة. أما اليوم تباع في أكثر من 90 دولة حول العالم. تاريخ نجاح لكزس مذهل! كيف بوقت قليل منذ بداية الإنتاج يمكن أن تأسر ملايين القلوب حول العالم؟ وهذا على الرغم أن سيارات ماركة لكزس تنتمي للفئة الفاخرة؟ والمثير للفضول أيضاً، لم لكزس غير محبوبة بين هواة السيارات الألمانية والماركات الأوروبية الأخرى. سنحاول أن نتحدث عن هذا بشكل مقتضب ومن دون المديح الزائد. الحقائق فقط وأنت احكم بنفسك.
تاريخ ظهور الماركة
بدأ تاريخ ماركة لكزس عام 1983. أجرى رئيس شركة تويوتا، الرجل الأسطوري إيدزي تويودا اجتماعاً سرياً، والذي قال فيه مقترحه: حان الوقت للخروج لسوق السيارات الفاخرة. صحيح أن منافسة "الألمان" و"البريطانيين" أمر صعب. لذلك يجب ابتكار شيء وسط بين الفئة الرخيصة والفاخرة. والبدء ببيعه في الولايات المتحدة. لم هناك؟ أولاً كان فيها طلب متزايد على شيء كهذا، بسعر مقبول نسبياً لكن فاخر وراقي، "محشي" بالميزات ومريح. ثانياً تويوتا كان لها سمعة جيدة في سوق أمريكا الشمالية، سياراتها كانت محبوبة، لكن كانت معروفة كسيارات رخيصة. أما في الولايات المتحدة كان الاسم تويوتا مرتبط أكثر ليس بالسيارات السياحية بل بالبيكاب. لذلك كان يجب عرض شيء جديد كلياً. اختار إيدزي تويودا خياره النهائي لصالح اسم جديد. لا ارتباط له بالفئة الاقتصادية. ولو كان على حساب شهرة ماركة تويوتا. قرار جريء!
اختار إيدزي تويودا خياره النهائي لصالح اسم جديد. لا ارتباط له بالفئة الاقتصادية. ولو كان على حساب شهرة ماركة تويوتا. قرار جريء!
هكذا ظهر المشروع السري للغاية "المشروع F1" من تويوتا، الذي كان يهدف لتطوير أول سيارة جديدة ماركة لكزس. بدأ كل شيء من اسم الماركة. تم اقتراح 219 خيار. الكل أحب الاسم Alexis، لكن كان يشبه كثيراً اسم شخصية من مسلسل "ديناستي"، لذلك تم تغيير الاسم لـ"لكزس". وهكذا لعبت جملة "Luxury EXport United States" أو جمعوا كلمتي "luxury" (الفخامة) و"elegance" (الأناقة)... ويبقى هذا سراً! مهما كان تؤكد تويوتا أنه ليس لكلمة Lexus معنى خاص، هي فقط سهلة اللفظ وتعبر بشكل جيد عن صورة الفخامة والتقنية.
تؤكد تويوتا أنه ليس لكلمة Lexus معنى خاص، هي فقط سهلة اللفظ وتعبر بشكل جيد عن صورة الفخامة والتقنية.
كان لدى تويوتا خبرة في الموديلات من الفئة الفاخرة أو القريبة منها، هي موديلات تويوتا سوبرا الرياضية وتويوتا كريسيدا الفاخرة. كلاهما كانتا ذات دفع خلفي ومحركات قوية 7M-GE/7M-GTE. على قاعدتهما تم اتخاذ القرار بصناعة لكزس الجديدة. بدأ تاريخ لكزس من الموديل LS400، التي عرضت في معرض سيارات لوس أنجلس في 2 يناير 1988. كان لها تصميم فريد ومحرك جديد بحجم 4 ليتر V8 باستطاعته جبارة وصوت هادئ. الصالون على مستوى عال والجودة الرائعة للتجميع، والأهم من كل هذا السعر المقبول. بالسعر كانت لكزس الجديدة كان قريباً من أسعار Mercedes-Benz وBMW متوسطة الحجم، على الرغم أنها بكل مواصفاتها كانت أقرب للموديلات الكبيرة من هذه الماركات. فور صدورها أصبحت LS400 شعبية لدرجة أنها حصلت على عدد كبير من الجوائز المرموقة.
بدأت سلسلة الموديلات تتوسع بشكل كبير، ظهرت ES330 على قاعدة تويوتا ويندوم، IS200 وIS300، موديلات صغيرة رياضية خلفية الدفع، بديل لتويوتا ألتيزا. ثم ظهرت السيارة الجبلية LX470 هي نفسها تويوتا لاند كروزر. ثم السيدان GS، في اليابان أختها كانت تويوتا أريستو. ثاني سيارة جبلية هبريد في العالم ذات إنتاج تسلسلي كانت أيضاً لكزس الموديل RX (الأولى كانت Ford Escape، التي أنتجت صيف عام 2004). كما يجب ذكر SC300/400 (Toyota Soarer في اليابان). هي أول كوبيه ماركة Lexus التي ظهرت في أمريكا. أما جيلها الثاني SC400 كانت بالنسبة لتويوتا أول سيارة ذات سقف قابل للطي. لكزس أول من اخترعت الهبريد من الفئة الفاخرة، السيدان خلفية الدفع Lexus GS 450h. بدأت مبيعات هذا الموديل في أوروبا عام 2006.
لكزس أول من اخترعت الهبريد من الفئة الفاخرة، السيدان خلفية الدفع Lexus GS 450h.
وكما كان مخطط بالأساس، كانت السوق الرئيسية للموديلات الجديدة هي الولايات المتحدة. حتى في اليابان نفسها بدأت تباع لكزس عام 2005 فقط، ما لم يمنع اليابانيين من إلصاق علامات لكزس على الموديلات الشبيهة من تويوتا. على فكرة قبل عام 2003 كل سيارات لكزس كانت تصنع حصراً في اليابان في المصنع المتطور والمؤتمت تاهارا. وفقط RX350 للسوق الأمريكية بدأت تجمع منذ عام 2004 في كندا في مدينة كامبريدج. هذا أول مصنع لكزس خارج اليابان.
أهم سر للنجاح
سيارات ماركة لكزس هي ليس فقط الفخامة والبريستيج. هي الموثوقية، وذلك بحسب شركة الاستطلاعات الأمريكية جي. دي. باور أند أسوسييشد واحدة من الأعلى في العالم.
أصبحت لكزس معروفة بخدمتها الفاخرة براحة قصوى، والتي طورت لأكثر الزبائن تطلباً. في مراكز الخدمة كانت تقدم فيها الوجبات السريعة والمشروبات، مراكز للأعمال معزولة صوتياً مزودة بكمبيوترات وفاكسات، أما الكراجات التي كانت تخدم فيها السيارات كان لها نوافذ كبيرة وشفافة، حتى يتمكن مالكوا السيارات مراقبة عمل الميكانيكيين.
ما هو سر لكزس؟
- الجودة العالية - أولاً
- الموثوقية - ثانياً
- المستوى العالي من الراحة - ثالثاً
- المظهر المميز - رابعاً
- المستوى العالي لخدمة العملاء - خامساً
- تعدد الخيارات، هناك إصدارات ديزل أو هبريد - سادساً
- سعر مقبول نسبياً، سيارات لكزس القريبة بمستواها سعرها أقل بعشرات آلاف الدولارات من منافسيها Mercedes-Benz وBMW - وكل هذا عاشراً
لكزس القريبة بمستواها سعرها أقل بعشرات آلاف الدولارات من منافسيها Mercedes-Benz وBMW - وكل هذا عاشراً
لهذا تُنتقض لكزس ولا يحبها المنافسون. رئيس BMW السابق كان يؤكد أنه لا يمكن كسب المال في أوروبا بهذه الاستراتيجية. في أوروبا السيارات رخيصة السعر لا ترتبط بالفخامة والبريستيج، لذلك لن تكون لكزس ناجحة هناك على خلاف الولايات المتحدة. بعض الخبراء قالوا أنه قبل أن ترفع لكزس أسعارها على منتجاتها لن تحظى بالنجاح العالمي. لكن نحن نعرف غير هذا!
تقارير Initial Quality Reports تتحدث عن أن جودة الماركات الأوروبية آخذة في الانخفاض، فيما لكزس على العكس تحتل مراتب أعلى في التصنيفات. أما بعد ظهور السيارات النماذج LF هناك فرصة كبيرة أن تتحول لكزس لماركة فاخرة عالمية. وبعض الموديلات الجديدة كما يقال ستباع بسعر قريب من الـ100000 دولار، ما سيجعلها منافساً قوياً للسيارات الفاخرة الأوروبية.
ستيفن سبيلبيرغ، أحد عشاق ماركة لكزس ومالك LX470، الذي صور لكزس في فلمه (Minority Report) والذي تدور أحداثه عام 2054.
قسم لكزس أصبح لاعباً جدياً في السوق العالمية منذ زمن طويل. تاريخ ماركة لكزس مستمر. وكل شيء قادم بعد! تؤكد هذا الشيء الجوائز الكثيرة والمراكز الأولى في التصنيفات والآراء الإيجابية لملاكها. المستقبل للكزس.
يؤكد هذا حتى ستيفن سبيلبيرغ، أحد عشاق ماركة لكزس ومالك LX470، الذي صور لكزس في فلمه (Minority Report) والذي تدور أحداثه عام 2054. كان نموذج خارق للكزس يعمل على خلايا الطاقة ومحمي من أي تأثيرات مدمرة تقريباً. وكلنا نؤمن أن هذا المستقبل ليس بعيد.