مازدا.. السيارة ذات الشخصية الرياضية
Mazda هي شركة سيارات يابانية بدأت من إنتاج الفلين العادي، أما اليوم يمكن اعتبارها بكل حق منتجاً عالمياً للسيارات. تدخل Mazda Motor Corporation في الكيرتسو الياباني Sumitomo والذي تأسس عام 1630! هذه المجموعة الصناعية الضخمة تضم شركات مختلفة تعمل بالمالية، صناعة الآليات، الصناعات الكهربائية والتقنية، الصناعات المعدنية. لدى عملاق صناعة السيارات Mazda Motor ثلاثة مصانع في اليابان و18 مصنعاً حول العالم، تقريباً في كل القارات: في الولايات المتحدة، أفريقيا الجنوبية، الهند، كوريا الجنوبية، تايلاند، ماليزيا. السيارات تحت ماركة مازدا تباع في 120 دولة حول العالم (بحسب بيانات 2011-2019). تنتج Mazda Motor Corporation سيارات سياحية وتجارية، باصات وميكرو باصات. لكن الأكثر شعبية هي سيارات مازدا ذات الطابع الرياضي، بما أنها تمكنت من كشف إمكانيات محركات الروتاري، والتي تعتبر بطاقة التعريف بالشركة.
مما بدأ كل شيء
بدأ كل شيء من الولد الـ12 لصياد سمك من مقاطعة هيروشيما- زودزيرو ماتسودا. في عشريات القرن الـ20 شركته Toyo Cork Kogyo كانت تنتج منتجات من الفلين. وفقط عام 1931 قررت البدء بإنتاج شاحنات صغيرة بـ3 عجلات، والتي كانت تقليدية في اليابان آنذاك. تم تغيير اسم الشركة لـMazda نسبة للإله الزرادشتي للنور والحكمة وأيضاً نظراً لشبه اسمه بعض الشيء باسم عائلة المؤسس.
لكن تاريخ شركة مازدا واحدة من أكبر شركات صناعة السيارات العالمية بدأت بعد الحرب العالمية الثانية مع قدوم ابن زودزيرو للإدارة - تينجوكي ماتسودا والذي نظم إنتاج أولى السيارات السياحية ماركة مازدا. أما بحلول عام 1963 أنتجت الشركة سيارتها المليونية.
تم تغيير اسم الشركة لـMazda نسبة للإله الزرادشتي للنور والحكمة وأيضاً نظراً لشبه اسمه بعد الشيء باسم عائلة المؤسس.
وبعدها بدأ التقدم الحقيقي! في معرض سيارات طوكيو عرضت مازدا أول محرك روتاري من تطويرها الخاص، والذي أصبح لاحقاً بطاقة التعريف بالماركة. بالطبع يجب التنويه إلى أن محركات الروتاري من تصميم فانكل ظهرت لدى مازدا قبل بقليل نتيجة التعاون مع الشركة الألمانية NSU.
أول سيارة مازدا بمحرك روتاري كان الموديل Cosmo Sports 110S وجلب النجاح للشركة على الفور! كان للسيارة هيكل منخفض وانسيابي وفي حينها كان يبدو تصميمها مستقبلياً للغاية. لبرهنة موثوقية محركها أخضعت مازدا سيارتها الـCosmo لإحدى أقسى التجارب في أوروبا، في ماراتون نيوربورغ رينغ الأوروبي لمدة 84 ساعة والذي خلاله وصلت كوسمو لخط النهاية في المركز الرابع. هكذا أصبحت السيارات ذات محركات الروتاري شعبية في كل العالم. بفضل استطاعتها العالية وخفة وزنها كانت تتفوق على المنافسين، الذين كان عليهم استخدام المحركات الثقيلة V6 أو V8 للتوصل لمواصفات ديناميكية مشابهة. كانت السيارات المزودة بمحركات روتاري تحظى بالشعبية حتى على الرغم من شراهتها للوقود.
الموديلات الأكثر شعبية
في السنوات اللاحقة بدأ إنتاج الموديلات المزودة بمحركات فانكل الروتاري واحد تلو الآخر: عام 1968 أنتج الموديل Familia Rotary Coupe R100، عام 1969- السيدان R100 Rotary SS، عام 1970 الموديل Capella RX-2. بحلول عام 1970 تم إنتاج 100 ألف سيارة بمحرك روتاري. عدا هذا بدأ تعاون مازدا مع فورد الأمريكية في مجال الإنتاج المشترك لنواقل الحركة الأوتوماتيكية، ومع الشركة البريطانية Perkins Services N.V في مجال محركات الديزل. إضافة لهذا افتتحت حلبة اختباراتها الخاصة ميوشي في إسبانيا وحققت انتصارات رياضية كبيرة في السباقات، بفضل المتسابق رود ميلين، الذي حصل على لقب البطل ثلاث مرات في الرالي الوطني في نيوزلندا خلف مقود RX-3. أما بحلول عام 1979 أنتجت مازدا 10 مليون سيارة! وحتى الأزمة الاقتصادية لم توقف الشركة عن استخدام محركات الروتاري! وهذا الأمر يسرنا جميعاً.
استمرت حقبة السيارات الخارقة: RX-76 التي حققت رقماً قياسياً وطنياً بالسرعة في بونفيل حيث تسارعت لـ383.724 كم/سا. مازدا MX-5 الأسطورية بهيكل مصنوع بالكامل من الألومنيوم كان وزنها 980 كيلوغراماً فقط، ومع هذا كان معدل المقاومة الإيروديناميكية فيها 0.38. هذه السيارة خضعت لعدة تحديثات وأنتجت على أربع أجيال. صدر الجيل الأخير للأسواق عام 2014 والآن يزود بتقنية SkyActiv. أما مازدا 787B بمحرك روتاري فازت في سباق 24 ساعة ليمان.
RX-76 التي حققت رقماً قياسياً وطنياً بالسرعة في بونفيل حيث تسارعت لـ383.724 كم/سا. أما مازدا 787B بمحرك روتاري فازت في سباق 24 ساعة ليمان.
ثم عرضت في معرض ديترويت الدولي للسيارات السيارة النموذج RX-Evolve، التي تجسدت لاحقاً في RX-8، والتي كانت فئتها العليا باستطاعة 231 حصان! هي الموديل الوحيد في العالم الذي يزود من المصنع بمحرك روتاري بحجرتين Renesis. على فكرة سلفها RX-7 الخفيفة أيضاً أصبحت إحدى أقوى السيارات، إذ استطاعت التسارع لـ200 كم/سا بمحرك باستطاعة 105 حصان فقط!
في عام 2009 عرضت مازدا أول تقنيات SkyActiv، والهادفة لزيادة فعالية استهلاك الوقود وقوة المحرك. هذا التحسين في عمل المحرك خفض من استهلاك الوقود ما جعل سيارات مازدا على سوية واحدة مع سيارات الهبريد. لكن ما يسر أكثر لم يتطلب هذا الأمر التخلي عن المواصفات الديناميكية والروح الرياضية لسيارات مازدا! في عام 2011 انطلقت الإس يو في الرياضية مازدا CX-5 التي صنعت باستخدام تقنية SkyActiv. مع ظهور التصميم الجديد المسمى بـKODO أو "روح الحركة" كل موديلات مازدا الجديدة جسدت في نفسها القوة وجمال الحركة.
التقنيات الحديثة
على مدى عدة عقود تعمل مازدا على أبحاث في مجال وسائط النقل العاملة بالهيدروجين. مثلاً صنعت الشركة إصداراً هجيناً (هبريد) من الميني فان الصغيرة Premacy، التي تزود بمحرك روتاري قادر على العمل سواء بالبنزين أو الهيدروجين. في عام 2010 وقعت تويوتا ومازدا اتفاقية تسمح بالاستخدام المشترك للتقنية الهجينة المستخدمة في الموديل تويوتا بريوس.
عدا هذا تطور مازدا مجال إعادة استخدام المواد المكررة. هكذا عام 2008 عرضت مازدا 5 بلوحات داخلية وأجزاء مصنوعة من البلاستيك العضوي، إضافة لمقاعد مصنوعة من الأقمشة العضوية. 30٪ من أجزاء الصالون كانت مصنوعة من مواد نظيفة بيئياً.
مع هذا كله لم تتوقف مازدا عن إنتاج السيارات الرياضية! جاء الموديل RX-8 خلفاً للموديل الشهير RX-7. لكن الشركة لا تنسى السيارات السياحية من الفئتين الصغيرة والمتوسطة، تعتبرها مازدا المجال الأوسع أفقاً ويستحق التطوير.